اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، يوم الاثنين الماضي، واشنطن بمنع المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي بين قطاع غزة والضفة الغربية• وجدد مشعل في دمشق رغبة حركته في التوصل إلى مصالحة فلسطينية، معتبراً أن ما يقف بوجهها هو الفيتو الأميركي المفروض عليها من أجل إضعاف موقف المفاوض الفلسطيني. وقال مشعل في لقاء جمعه مع الإعلاميين في دمشق "إن المصالحة الفلسطينية عليها فيتو أميركي"، مؤكداً أنه سمع من "مسؤولين عرب وأوروبيين كلاماً واضحاً بعضه من ميتشل (المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط) بأن الأميركيين لن يسمحوا بالمصالحة، إلا إذا خضعت حماس لشروط (اللجنة) الرباعية" حول الشرق الأوسط• وتابع مشعل أن "المصالحة ليست فقط مرفوضة وعليها فيتو أميركي، ولكنها ليست مطروحة على الطاولة أصلاً، فالمطروح اليوم هو استئناف المفاوضات"• وأكدت مصادر فلسطينية الاثنين أن مشعل عزا هذا الفيتو "لكون المفاوض الفلسطيني في ظل الانقسام يسهل أكله وتطويعه بينما المفاوض المستند على المصالحة والوحدة الوطنية ووثيقة الميثاق الوطني 2006 سيكون صعباً"، متهماً الولاياتالمتحدة "بالبحث اليوم عن انجاز سياسي خارجي ولو شكلي"• وحذر مشعل من أن "المفاوضات في ظل اختلال موازين القوى تعتبر استسلاماً وأن من يذهب إلى المفاوضات من دون أوراق قوة هو انتحار"، لافتاً إلى أن "السلام كما الحرب يلزمه موازين قوى"• وأكد أنه "طرق الأبواب قبل قمة سرت وأثناءها وبعدها، وكانت النتيجة واحدة بأن المصالحة ضحية الفيتو بسبب وجود أولوية ثانية هي استئناف المفاوضات"، مؤكداً استعداده للتفاوض مع جميع البلدان ما عدا إسرائيل. وأشار مشعل إلى أن الانقسام في البيت الفلسطيني قديم، إلا أنه "كان في الخارج سابقاً بينما اليوم هو انقسام داخلي وجغرافي"، مضيفاً أن "إسرائيل تلعب على هذا الواقع وتحاول إقامة كيانين وتفتيت مشروع الدولة الفلسطينية"•++ وقال "ليس لدينا خيار، هناك خلاف سياسي مع فتح، لكننا سكان بيت واحد مهما اختلفنا سياسياً، ولا بد أن نتفاهم ونتعايش ضمن معيشتنا في البيت الواحد"• وتابع "يمكن للناس أن يختلفوا سياسياً عندما يكونون بعيدين جغرافياً، ولكن في الداخل لا يمكن إلا صياغة صيغة تعايش"، مؤكداً على أهمية أن يتم ذلك "في ظل قاعدة ديمقراطية وعلى وجود نوع من التوافق الوطني يضم الجميع بعيداً عن صيغة التفرد"• وأضاف "إما أن نحتكم للديمقراطية أو أن نتفق على صيغة جبهوية تضم الجميع وتوجد قواسم مشتركة في البرامج السياسية". وحول إمكانية قيام حرب قادمة مع إسرائيل أجاب مشعل "إننا لا نجزم بالغيب، ونحن لا نسعى للحرب، ولكن إن وقعت الحرب، فسنقاتل قتال الرجال"، مضيفاً "إننا لا نعلن الحرب، ولكننا نستعد لها، لأن عدونا مجرم، ولأن القتال والحرب والإرهاب هي جزء من شخصيته"• وتابع أن "مبررات الحرب لدى إسرائيل متوفرة، وهي تعتمد على مدى ثقة إسرائيل على الانتصار فيها، فمبدأ الحرب وقرار الحرب موجود ولكن يبقى تقرير التوقيت"• وأكد أن الحرب لم تعد نزهة لدى إسرائيل، معتبراً ذلك إنجازاً للمقاومة. وحول ملف التفاوض المتعلق بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة، أكد مشعل بأن لا جديد بشأنه بسبب "تراجع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) عن عرضه قبل الأخير بعد اجتماعه مع الحكومة المصغرة"• وأكد أن "الأميركيين تدخلوا لدى نتنياهو وطلبوا منه عدم إتمام الصفقة، لأن ذلك يدعم حماس ويضعف عباس"• وعلق مشعل على بث شريط الرسوم المتحركة المتعلق بشاليط في نهاية نيسان الماضي والذي يوحي بأنه سيلقى حتفه، فقال أنه يشكل انتصاراً نفسياً على إسرائيل، مشدداً على أن "من حق المقاومة لعب لعبة نفسية ضد إسرائيل كما تفعل إسرائيل"• وقال إن "حماس" أرادت أن تحاربهم بطريقة "مبتكرة" وتعتمد أسلوب التكنولوجيا الذي تعتمده إسرائيل، مشيراً إلى أن "مجرد انزعاج إسرائيل هو بمثابة انتصار للمقاومة"•