لا يمكن لكرة القدم الوطنية أن تخرج خاوية الوفاض وهى التي توجت السنة الماضية بعصبة الأبطال الإفريقية عن طريق فريق الوداد البيضاوي وشاركت هذه السنة بأربعة فرق بدور المجموعات في هذه المسابقة ومسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، عن طريق كل من الوداد والدفاع الحسني الجديدي ونهضة بركان والرجاء البيضاوي، وبالتالي من الصعب تقبل عدم تحقيق أي لقب هذه السنة. هذا هو الهدف الأسمى الذي نتمناه أن يتحقق مساء غد الأحد بمناسبة خوض الرجاء لغمار مباراة إياب نهائي كاس الاتحاد أمام نادي فيتا كلوب الكونغولي بملعب الشهداء وأمام جمهور قياسي تؤكد التوقعات أنه سيفوق ال80 ألف. والحقيقة أن الرجاء استطاعت أن تنقذ الموقف بتحقيق مسيرة متوازنة هذه السنة أبانت خلالها عن رغبة قوية في العودة للواجهة الإفريقية التي غابت عنها طيلة 15 سنة كاملة، وهذه العودة كانت بالفعل في مستوى التحدي، والدليل النتائج الكبيرة التي حققتها في كل مراحل التصفيات. وحسب المتتبعين، فهناك عدة عوامل ترجح كفة الفريق المغربي لتحقيق اللقب القاري، فإذا كان الانتصار الباهر الذي حققه ضد فيتا كلوب بالدارالبيضاء بثلاثية نظيفة يرجح كفته بدرجة كبيرة، فإن هناك أمورا أخرى تقوي من حظوظه وتجعله قادرا على تحقيق حلم “الثانية”. فطيلة المسار الموفق هذه السنة، والذي امتد لموسمين كاملين، استطاعت الرجاء تحطيم كل الأرقام القياسية في نسخة كأس (الكاف) الحالية، بتحقيق 5 انتصارات من أصل 7 مباريات خارج الميدان، وهو ما لم يحققه أي فريق آخر، وتمكن خط هجومه من تسجيل 33 هدفا ليعادل الرقم الذي يوجد بحوزة نادي وفاق سطيف الجزائري، وأمام أشبال المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو فرصة تحطيمه لو بتوقيع هدف واحد فقط في مباراة العودة بكينشاسا. فازت الرجاء بموريتانيا وزامبيا والكوت ديفوار والكونغو وبنيجيريا أمام إنييمبا النادي صعب المراس، والذي لم يستطع أي فريق مغربي من قبل هزمه على أرضه وأمام جمهوره. كل هذه الأرقام تؤكد أن الرجاء فريق متمرس، ولا يشكل اللعب خارج المغرب مشكلا بالنسبة له، إذ لم يسبق له أن خسر بحصة كبيرة في هذه المسابقة، كما تمكن من التسجيل في كل تنقلاته الخارجية باستثناء مباراة واحدة، وأصبحت لديه تجربة كبيرة في الحفاظ على انتصارات لقاءات الذهاب. المعطيات تؤكد أيضا أن الرجاء سيخوض مباراة يوم غد الأحد بكثير من الاطمئنان، لكون الضغط سيتحمله بالدرجة الأولى الفريق المضيف المطالب بالانفتاح على اللعب الهجومي قصد تدارك فارق حصة الذهاب، وهذا من شأنه أن يخدم مصلحة ممثل كرة القدم الوطنية إذا ما تمكن من امتصاص الاندفاع المنتظر لأشبال المدرب فلوران إيبينغي خاصة خلال الجولة الأولى من إياب المباراة النهائية. تاريخيا فكفة الرجاء راجحة على كفة فيتا كلوب، فمن أصل 5 ألقاب حصل عليها الفريق الأخضر قاريا، 3 منها كانت خارج الدارالبيضاء، وفي ملاعب توصف بالصعبة، حتى ولو لم يتمكن من الفوز بنتائج مريحة في مواجهات الذهاب التي أقيمت ميدانه، وهنا نتذكر جميعا لقب 1989 من وهران الجزائرية عن طريق ضربات الترجيح أمام نادي المولودية (4-2) بعدما تبادل الفريقان الفوز بنتيجة واحدة (1-0). بعد ذلك، غابت الرجاء طويلا عن الساحة الإفريقية إلى أن جاءت سنة 1997، عندما تمكنت من العودة لمنصة التتويج في دوري أبطال إفريقيا، حيث توج على حساب قلب كلود فيلدز الغاني بضربات الترجيح (5-4) بعدما انتهت مواجهتا الذهاب والإياب بانتصار لكل فريق (1-0). سنتان بعد ذلك جددت الرجاء عهدها مع الألقاب القارية، إذ عاد “النسر الأخضر” ليحقق لقب دوري الأبطال لسنة 1999 على أرضية ملعب المنزه بتونس، بنفس الطريقة أمام الترجي في مواجهة مثيرة عرفت ظلما تحكيميا جائرا كان يسعى إلى منح اللقب لبطل تونس، إلا أن عزيمة لاعبي الرجاء حالت دون ذلك ليتمكنوا من الفوز باللقب بفضل ضربات الترجيح (4-3) بعدما سيطر البياض على مباراتي الذهاب والإياب، لقب قاد الرجاء للمشاركة بأول كأس عالمية للأندية بالبرازيل سنة 2000 وتسجيل ملحمة تاريخية لا تنسى، علما أنه أحرز في ذات السنة لقب كأس السوبر الإفريقي. ونحن نسرد التاريخ، فآخر لقب قاري للرجاء كان أمام نادي القطن الكاميروني في كأس الاتحاد عام 2003 في آخر نسخة للبطولة قبل دمجها مع مسابقة كأس الندية الفائزة بالكؤوس، وهذا التاريخ هو الذي نتمناه أن يتعزز مساء الأحد بقلب العاصمة كينشاسا بلقب جديد يعزز مكانة المغرب أيضا على المستوى الرياضي بالقارة السمراء …