أكادير تحتضن يومه الأربعاء الدورة الأولى لمعرض «أليوتيس» الدولي بمشاركة خمسة عشر دولة، تحتضن مدينة أكادير، بداية من يومه الأربعاء، وإلى غاية السبت القادم، الدورة الأولى لمعرض «أليوتيس» الدولي، الذي تسهر على تنظيمه ومتابعة مختلف أطواره «جمعية معرض اليوتيس» التي تم إحداثها في 27 ماي الماضي . وسترتكز محاور المعرض، الذي ينظم على مساحة 16 ألف متر مربع، ويتوقع أن يحتضن حوالي 300 علامة تجارية، على ستة أقطاب رئيسية هي: الموارد البحرية، الأساطيل وآليات الصيد، قطب تثمين المنتوجات البحرية، قطب المؤسساتيين، بالإضافة إلى قطب التكوين والقطب الدولي. ويرى عبد الجبار اليوسفي الكاتب العام لوزارة الصيد البحري، في تصريح لبيان اليوم، أن هذا المعرض الدولي يأتي في إطار الدينامية التي أطلقتها الإستراتيجية التنموية المندمجة «اليوتيس»، التي قدمت في شتنبر 2009 أمام أنظار جلالة الملك محمد السادس، والتي ترتكز على ثلاثة محاور أساسية، هي الاستدامة، والأداء، والتنافسية. وترمي الأهداف الأساسية لهذه الاستراتيجية، حسب عبد الجبار اليوسفي، تأهيل وعصرنة مختلف فروع قطاع الصيد البحري، بالإضافة إلى تأمين استدامة الموارد لفائدة الأجيال القادمة مع منح الرؤية للمستثمرين. ولا يختلف الفاعلون المغاربة في قطاع الصيد البحري حول أهمية تنظيم معرض يرافق هذه الاستراتيجية، من أجل ضمان تطور دائم وجعل قطاع الصيد محركا حقيقيا للنمو والاقتصاد المغربيين، وبالأخص مضاعفة الناتج الداخلي الخام للقطاع بثلاث مرات في أفق 2020 ونقله إلى أزيد من 21 مليار درهم. بيد أن انتقادات شديدة وجهت للتوجه العام لهذا المعرض، الذي لا يمكن للمستثمر المغربي، يقول الهاشمي الميموني، عضو مكتب غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية، أن يقدم له شيئا باستثناء الوقوف على آخر المنتجات التكنولوجية المقدمة من طرف دول أجنبية لها خصوصياتها وإمكانياتها الكبيرة في مجال الصناعة البحرية والبنية التحتية. فالفرق شاسع، يقول الهاشمي الميموني، في حديث لبيان اليوم، بين الباحث عن فرص التسويق خلال أيام المعرض، وبين فاعل مغربي في قطاع يشكو تراجعا قويا نتيجة غلاء المحروقات وارتفاع أسعار أدوات الصيد، في غياب وضوح «برنامج إبحار» الذي لم يقو على بلوغ أهدافه المتمثلة في الدعم الحكومي من أجل مواكبة العصرنة والنهوض بكل المكونات التي تتفاعل داخل قطاع الصيد، وتتنوع أدوارها من أجل إيصال المنتوج البحري إلى المستهلك، وتطالب بملاءمة أهداف استراتيجية اليوتيس مع كل الأطراف المغيبة فيها. بهذا الخصوص، قدمت كل من النقابة الموحدة لبحارة الصيد الساحلي والتقليدي على الصعيد الوطني ونقابة موظفي الصيد البحري، انتقادات عديدة لمعرض اليوتيس، سواء من حيث التوقيت أو الميزانية المفتوحة المخصصة له أو على صعيد إبرازه لخلل دائم يميز التوجه العام للقطاع. فقد اعتبر رشيد السهيلي، الكاتب العام للنقابة الموحدة، أن صرف ثلاثة ملايير كحد أدنى على معرض يغيب عنه المستهلك الأجنبي، يعد «تبذيرا لميزانية المكتب الوطني للصيد وللوزارة الوصية، كان من الأجدى صرفها على البنية التحتية في العديد من الموانئ التي عمرت تجهيزاتها المتآكلة لعشرات السنين»، مطالبا، في تصريح للجريدة، بالكشف عن ميزانيات سابقة خصصها برنامج إبحار للشغيلة البحرية، وعن مصير الأغلفة المالية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي مقابل تجديد اتفاقية الصيد، بالإضافة إلى الكشف عن المداخيل اليومية من عمليات الصيد وجعلها شفافة من خلال إشراك النقابة في المراقبة والمتابعة» . من جانبه اعتبر مراد الغزالي الكاتب العام لنقابة موظفي الصيد البحري أن المعرض ينظم بعيدا عن الأهداف الحقيقية لاستراتيجية اليوتيس التي تحتاج إلى تعديلات ضرورية لجعلها كفيلة بحل مشاكل الواقع المزري لرجل البحر المفتقر لأبسط الحقوق، سواء على مستوى ظروف العمل اليومي، أو على صعيد التغطية الصحية والضمان الاجتماعي والتكوين والتحسيس. ويرى مراد الغزالي في إفاداته لبيان اليوم أن تخصيص غلاف مالي يتراوح بين 3 و5 ملايير سنتيم لمعرض واحد تجهل مداخيله الحقيقية، تغييب لأولى أسس استراتيجية اليوتيس، ومدعاة لطرح أسباب خلق جمعية بهدف واحد هو تنظيم معرض سيعمر لأربعة أيام فقط. ذلك ما ردت عليه رئيسة الجمعية بصعوبة الحسم الآني في الميزانية، مؤكدة أن الحديث عن 3 أو 5 ملايير سنتيم سابق لأوانه، مشددة على الدور الهام لمعرض له بالتأكيد إيجابياته وسلبياته، لكن هدفه الأسمى يظل هو النهوض بالقطاع، وتمكين المواطن المغربي من استكشاف عوالم الصيد البحري والمنتجات البحرية. فالمعرض، حسب تصريح أدلت به أمينة الفكيكي، رئيسة الجمعية المنظمة، لبيان اليوم، يهدف إلى خلق فرص للأعمال بالنسبة للفاعلين المغاربة من خلال النهوض بالمنتوجات البحرية المغربية، وتشجيع الأنشطة الرامية إلى تنمية قطاع الصيد البحري بالمغرب وإرساء قنوات التعاون والشراكة والتواصل مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمعارض المشابهة بالمغرب والخارج. ومن المنتظر، تقول رئيسة جمعية معرض اليوتيس، أن يقدم المعرض برنامجا علميا متنوعا عبر الندوات التي سيتم تنشيطها من طرف خبراء مغاربة وأجانب، والتي ستتطرق إلى موضوعات تغطي مجموع سلسلة قيم القطاع خاصة تدبير الموارد، وتثمين منتوجات البحر ومستجدات الاستهلاك وغيرها، على أن يفتح المعرض أبوابه خلال اليومين الأخيرين في وجه العموم.