بعيدا عن خروج المنتخب المغربي المبكر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا، فقد شكل الجمهور المغربي علامة فارقة ومضيئة خلال المباريات الثلاثة التي خاضها "أسود الأطلس" في دور المجموعات (المجموعة الثانية). وأقصي المنتخب الوطني عقب تلقيه هزيمتين غير مستحقتين أمام إيرانوالبرتغال بذات النتيجة (1-0)، قبل أن يتعادل مع إسبانيا بهدفين لمثلهما في مباراة بطولية للعناصر الوطنية. وعرفت المباريات الثلاثة التي أقيمت تواليا بمدن سان بطرسبورغ وموسكو وكالنينغراد، حضورا قويا للمغاربة الذين حجوا من داخل المغرب وخارجه لمتابعة "أسود الأطلس" بالعرس الكروي للمرة الأولى منذ مونديال 1998 بفرنسا. فمثلا، قدر عدد الجمهور المغربي في المباراة الأولى ب 42 ألف متفرج بواقع 12 ألف مشجع قدموا من المغرب و30 ألف مشجع من كافة دول العالم، ليحتل المركز الثاني من حيث الحضور الجماهيري بعد مشجعي الدولة المضيفة للبطولة. أما في المباراة الثانية أمام المنتخب البرتغالي، فقد ارتفع عدد المغاربة إلى ما يقارب 45 ألف متفرج من أصل 78 ألف متفرج، وذلك بسبب أن هذا اللقاء أجري بملعب "لوجنيكي" بالعاصمة موسكو التي يقيم بها أغلب المشجعين. وضد إسبانيا، تقلص الحضور المغربي إلى 15 ألف متفرج نظرا لصغر سعة الملعب التي لا تتجاوز 35 ألف متفرج، ناهيك عن صعوبة التنقل لمدينة كالنينغراد التي لا ترتبط بحدود برية مع روسيا وتستغرق الرحلة بالقطار ما يقارب 20 ساعة. وفي تعليقهم على حصيلة المشاركة، أكد أغلبية المغاربة أنهم راضون عن أداء الأسود الذين أوقعتهم القرعة في مجموعة قوية وإحراجهم لمنتخباتها، ولو أنهم أبدوا سخطهم على تقنية حكم الفيديو "فار" التي لم تستعمل لإعلان أخطاء لصالحهم. وأجمعت معظم تعليقات المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) على أن تقنية "فار" تسببت في إقصاء المنتخب الوطني، عقب عدم احتساب الحكم ضربتي جزاء أمام البرتغال، كما منحت تعادلا غير مستحق لإسبانيا. كما أقر الجمهور المغربي بأن الحظ لم يقف إلى جانب "أسود الأطلس"، رغم تقديمهم أداء أفضل ضد إيران، وتفوقهم على المنتخب البرتغالي المتوج قبل سنتين بكأس أمم أوروبا، بل نجحوا في إحراج إسبانيا بطلة دورة 2010 بجنوب إفريقيا.