استعرض وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر الزناكي، الأحد الماضي بالرياض في لقاء عقد على هامش المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، تجربة المغرب في مجال الاهتمام بالتراث العمراني. وأبرز الزناكي، خلال هذا اللقاء الذي عقده قبيل افتتاح المؤتمر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز مع وزراء السياحة والآثار بالدول الاسلامية المشاركين في هذه التظاهرة الدولية المنظمة في الفترة من 23 الى 28 ماي الجاري، أن الاهتمام بالعمران شكل دائما أحد العلامات والعناوين الأساسية للثقافة الحضارية الإسلامية المشتركة سواء في مشرق العالم الإسلامي أو في مغربه. وذكر بالتراكم الذي تم تحقيقه على مستوى "فقه العمران" والكتابة التاريخية والاجتماعية، وبالزخم التاريخي للمرجعية التراثية والثقافية للمملكة المغربية وغنى مخزونها الثقافي وتنوعه وما يتميز به المغرب من نسق وموروث معماري عريق ومتميز. واستعرض الوزير، في هذا السياق، بعض النماذج والمعالم والمباني العمرانية الخالدة بعدد من المدن المغربية العريقة التي تجسد هذا التنوع والغنى الذي يتواصل حتى اليوم، كما تشهد على ذلك معلمة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء. كما أبرز القيمة السياحية للتراث العمراني وما يشكله هذا القطاع من أهمية كرافد هام من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مذكرا بتبني المغرب منذ سنة 2001 لاستراتيجية واضحة المعالم تروم تثمين هذا التراث بتوظيفه في المجال السياحي عبر برامج تنموية مندمجة لاعادة تموقع وامتداد المدن السياحية العتيقة بتسليط الضوء على امكانياتها وتوظيفها بما يجعلها نقط جذب سياحية بامتياز. وأشار الزناكي إلى أنه وفي إطار الاستمرارية في الجهود الدؤوبة للنهوض بالقطاع السياحي بمختلف أشكاله تقوم الحكومة المغربية، بتعاون مع القطاع الخاص، بوضع اللمسات الأخيرة لرؤية استراتيجية جديدة للقطاع السياحي على مدى العشرية القادمة 2010-2020 والتي تحتل السياحة الثقافية جانبا مهما فيها. وأكد بهذه المناسبة على أهمية المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الاسلامية، الذي افتتح أشغاله مساء الأحد الماضي بالرياض، كمحطة بارزة لتبادل الخبرات وتطوير العمل المشترك بين الدول المشاركة من أجل المحافظة على التراث العمراني وحسن توظيفه بشكل يجعل منه رافدا اقتصاديا واجتماعيا هاما.