بين أسوارها التي تحاكي زخم التاريخ تجليات الزمن المشحون بنغمات السحر المكنون، صدح صوت الفنانة الموهوبة ذات النبرة السجية الصوفية سناء مرحاتي من خلال قصيدة «الشمعة» لتطرب لها أرجاء المدينة العتيقة بآزمور في تلك الليلة الدافئة، وبذاك الفضاء الرومانسي «دار الضيافة أم الربيع» المطل على جنبات وادي أم الربيع. ليلة ملحونية بكل المقاييس والتي كانت من تنظيم عمالة إقليمالجديدة بتنسيق مع جمعية أصدقاء آزمور بحضور كل من عامل إقليمالجديدة و رئيس جمعية أصدقاء آزمور نبيل بنعبد الله ورئيس المجلس البلدي لآزمور وعدد من الأسماء الوازنة من مثقفين وفاعلين اقتصاديين، حيث أحيى هذا الحفل الذي سيبقى تاريخه 15 يناير 2011 راسخا في أذهان كل الأزموريين، مجموعة برقية لفن الملحون تحت رئاسة الأستاذ عبد المجيد الراحيمي، أجواء تميزت بالروحانية بفضاء روحاني وبمدينة لها جذورها في هذا الفن الراقي والسامي، وتحمل اسم الحب بين ثنايا اسمها، ومن واجب الجميع منتخبين وفاعلين جمعويين واقتصاديين وساكنة أن تضع يدها في يد البعض من أجل إقلاع حقيقي لها، كما أنه من واجب الجميع المحافظة على جماليتها وإعادة الاعتبار لها والمكانة التي تليق بها كمدينة تاريخية وسياحية وثقافية بامتياز. وتبقى الإشارة أنه قبل هذا الحفل قام الوفد العاملي بجولة تفقدية بأرجاء المدينة العتيقة من خلال زيارة لساحة مونيس تعرف من خلالها على التحول الذي عرفته وكذا بعض المحترفات الخاصة بالصناعة التقليدية كدار الصانعة، ثم انتقل الوفد إلى القبطانية كفضاء انتصبت فيه مجموعة من اللوحات التشكيلية الخاصة بتلامذة الثانوية التأهيلية أم الربيع، وأطفال منظمة الطلائع، وأطفال المغرب فرع آزمور، التي عكست الوجه الحقيقي للمدينة من الناحية التشكيلية، وبأنها تشكل مشتلا حقيقيا للتشكيل بكل صيغه و تلاوينه، ليختم اليوم بتوزيع نسخ من كتاب «نظرة لآزمور» على الحاضرين، وهو الكتاب الذي سبق أن أنجزته جمعية أصدقاء أزمور بتعاون مع مجموعة من الفنانين الفتوغرافيين، حيث ضم عددا من الصور التي تعكس وجه المدينة العتيقة، من حيث الساكنة و العمران وبعض العادات المتجذرة بها.