حجزت أربعة فرق مغربية ورقة التأهيل للدور القادم من المنافسات القارية الخاصة بالأندية، وهي الوداد البيضاوي والدفاع الحسني الجديدي في عصبة الأبطال الإفريقية، والرجاء البيضاوي ونهضة بركان في كأس الاتحاد الإفريقي. ورغم من صعوبة المهمة خاصة بالنسبة لفريقي الجديدةوبركان ونسبيا الرجاء، فقد تجاوزت الأندية المغربية بكثير من التفوق الأدوار الأولى لتتقدم بخطى ثابتة، إلى جانب صفوة كرة القدم على الصعيد القاري، وتؤكد على استمرار صحوة كرة القدم الوطنية بعد سبات عميق دام لسنوات خلت. فريق الوداد البيضاوي البطل، عاد ببطاقة التأهل إلى دور المجموعات، رغم هزيمته في الإياب بهدفين دون مقابل أمام مضيفه ويليامس فيل الإيفواري، إلا أن هذه النتيجة لم تمكن الإيفواريين من التأهل، بحكم أنه انهزم في مباراة الذهاب بالدار البيضاء بنتيجة (2-7). أما الدفاع الجديدي، فبعد فوز صعب على فيتا كلوب الكونغولي بهدف لصفر في الذهاب، رحل في الإياب إلى الكونغو، وكانت بالفعل رحلة محفوفة بالمخاطر نظرا لقيمة الفريق الخصم، وكما كان متوقعا، جاءت المباراة قوية ومثيرة وندية، أبان خلالها الجديديون عن استعدادهم للمنافسة على أعلى مستوى، ليتمكنوا من تحقيق نتيجة التعادل بهدفين لمثلهما. في كأس الاتحاد، اكتسح فريق الرجاء البيضاوي فريق إف. سي. نواديبو الموريتاني بأربعة أهداف لهدفين، ملغيا بذلك تأثير نتيجة مقابلة الذهاب التي انتهت بالبيضاء بالتعادل (1-1)، نتيجة التكافؤ جعلت الموريتانيين يعتقدون أن بإمكانهم تجاوز الرجاء في لقاء العودة، إلا أن أملهم خاب بفعل تألق رفاق الهداف محسن ياجور، أمام أنظار العديد من محبي الفريق الأخضر الذين تحملوا عناء السفر، وكانوا حاضرين بالملعب مساندين لفريقه. بملعب رادس بتونس العاصمة، قاد الهداف البارز أيوب الكعبي فريقه نهضة بركان لفوز مثير على حساب النادي الإفريقي التونسي، في مواجهة شهدت ذهابا وإيابا ندية كبيرة، لتنتهي بتفوق لافت للبركانيين. كل هذا هذه المواجهات عرفت فصولا من القوة والندية والصعوبة، لكن الأندية المغربية الأربعة، لم تشتك من التحكيم ولا التحيز من طرف قضاء الملاعب، بل خاضت مبارياتها في ظروف عادية، ولم تشعر في لحظة من اللحظات، أنها تلعب خارج الميدان، ولم تعان من تحيز الحكام أو صدور قرارات جائرة ضدها، كما كان يحدث من قبل. هذا التحول الإيجابي له تفسير واحد، ألا وهو تأثير الحضور المغربي الوازن على مستوى أجهزة القرار بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، وهذا الحضور البارز أصبح له صدى على مستوى القارة برمتها، وبالتالي فلا أحد يمكنه حاليا أن يتجرأ ويتخذ قرارات مجحفة أو متحيزة ضد المنتخبات أو الفرق المغربية، ومن المستبعد أن نشاهد كما عانينا من قبل، فصولا لا تنسى من طغيان الحكام أو قرارات مجحفة من طرف (الكاف) في حق كرة القدم الوطنية. إذن انتهى زمن الحكرة، لكن من الضروري استثمار هذه الفترة الذهبية من أجل إغناء رصيد كرة القدم الوطنية، وتحقيق بطولات وألقاب تسجل بمداد الفخر والاعتزاز …