حاز الفيلم الطويل «وليلي» لمخرجه فوزي بنسعيدي بالجائزة الكبرى للدورة التاسعة عشرة للفيلم بطنجة، كما نال الفيلم نفسه جائزة الموسيقى الأصلية لمايك وفابيان كورتزر، وجائزة السيناريو لفوزي بنسعيدي، وجائزة أول دور رجالي لمحسن مالزي، وجائزة أول دور نسائي لنادية كوندا، كما حظي فيلم «الجاهلية» لهشام العسري بدوره بمجموعة من الجوائز: الصوت لباتريس مينديز، والتصوير لسعيد السليماني، وثاني دور رجالي لحسن باديدا، والإخراج لهشام العسري، فيما نالت طالا حديد جائزة المونطاج وكذا جائزة لجنة التحكيم عن فيلم «منزل الحقول»، ونالت دنيا بينبين جائزة ثاني دور نسائي في فيلم «غزية» لنبيل عيوش، وكانت جائزة الإنتاج من نصيب فيلم «بلا موطن». وبررت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة منحها الجائزة الكبرى لفيلم «وليلي» بكونه يحمل نفسا إنسانيا وينطوي على إحساس صادق، وأنه يحكي قصة حب في مواجهة قساوة الحياة، كما أنه يقدم تصورا للحياة الاجتماعية. وعبر مخرج هذا الشريط فوزي بنسعيدي بالقول إن الجوائز التي كانت من نصيبه، وراءها مجهود كافة الطاقم الفني والتقني. وبالنسبة لمسابقة الأفلام القصيرة، فقد كانت الجائزة الكبرى من نصيب فيلم «الغربان» لمعدان الغزواني، فيما نال إلياس فاريس جائزة السيناريو وكذا جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «رجولة»، أما جائزة التنويه الخاص فكانت من نصيب فيلم «ألس» لمخرجه فيصل بن، وقال رئيس لجنة تحكيم هذه المسابقة محمد مفتكر، إن المعايير التي تحكمت في منح الجوائز تتمثل في الإتقان والإحساس الصادق وحسن اختيار الموضوع ومعالجته بكيفية مؤثرة وباعثة على الحلم، وحكي قصص بعمق متجذر في ثقافتنا. وبدورها، منحت جمعية نقاد السينما بالمغرب جوائز لأفضل أفلام هذه الدورة، حيث كانت الجائزة الكبرى للفيلم الطويل من نصيب «وليلي» لفوزي بنسعيدي بالنظر –كما جاء في تقريرها- لقوة الموضوع ووحدته وتماسك عناصره ومكوناته، والجمع بين البعدين الاجتماعي والإنساني، بأسلوب معالجة مغاير لما هو سائد، بالإضافة إلى تسلسل الفضاء والزمن، والبناء الجيد للشخوص، فضلا عن تقديم صورة حديثة لسينما كلاسيكية برؤية سينمائية متكاملة. كما منحت الجائزة الكبرى في مسابقة الأفلام القصيرة، لفيلم «الغربان» لمخرجه معدان الغزواني، وذلك بالنظر للاشتغال المعبر على مستوى الصورة التي تنبني على اللقطة الثابتة خارج الحقل والصوت؟ ومن جهتها، منحت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية جائزتها الكبرى للفيلم القصير «يوم خريف» وللفيلم الطويل «وليلي»، في حين منحت تنويها خاصا للفيلمين «صمت الزنازين» و»ولولة الروح»، بالنظر إلى الكتابة المحبوكة والفرجة المحافظة على مرجعيات سينمائية ذات رؤية فنية. تم في حفل الاختتام كذلك تكريم السيناريست والمخرج والمنتج محمد العبازي، حيث تم تسليمه درع التكريم، وقال في حقه رئيس جمعية نقاد السينما خليل الدامون، إنه يتمتع بأخلاق عالية وأنه إنسان متواضع، له تجربة طويلة في الميدان السينمائي، لا ينطق سوى بالكلام الراقي المترفع عن الحزازات والصراعات الضيقة، وأن له تكوينا سينمائيا حقيقيا حيث حصل على شهادة عليا في مجال الإخراج بمعهد في ولاية كاليفورنيا، وله إسهامات في العديد من التجارب المغربية والأجنبية، سواء ما تعلق منها بالوثائقي أو الروائي، مذكرا بأن في رصيده خمسين فيلما، ذكر منها على الخصوص: «من الواد لهيه» سنة 1982، و»كنوز الأطلس» سنة 1َ997، و»يطو» سنة 2008، وقد حازت على جوائز عديدة. وأنه كان وراء إبراز العديد من الممثلين، وبالتالي فإنه بحاجة إلى دراسة أعماله من طرف النقاد، علما بأنه بصم السينما المغربية بالطابع الأمازيغي وليس بالسياسة الظرفية، وأن تجربته متجذرة في وعيه وثقافته. *** مدير المركز السينمائي صارم الفهري يناقش الحصيلة السينمائية لسنة 2017 ذكر مدير المركز السينمائي صارم الفهري أن الإنتاج السينمائي ببلادنا عرف تطورا خلال سنة 2017 حيث بلغ عدد الأشرطة الطويلة تسعا وثلاثين، بميزانية تقدر بواحد وخمسين مليون درهما، أما الأشرطة القصيرة فارتفع عددها إلى ست وتسعين، مع الإشارة إلى أن ميزانيتها غير مأخوذة بعين الاعتبار لأنها معلنة فقط من طرف المنتجين على الاستمارة الخاصة برخص التصوير. أما الإنتاجات الأجنبية المصورة بالمغرب فبلغ عدد أشرطتها الطويلة سبعا وعشرين بميزانية تقدر بمائتي وثلاث وثمانين مليون درهم، وبلغ مجموع الأشرطة القصيرة خمسة، بميزانية تناهز ستمائة وسبعين ألف درهم. وأكد صارم الفهري كذلك خلال الندوة التي نظمها في ختام الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والتي خصصت لعرض الحصيلة السينمائية للسنة الأخيرة ومناقشتها، على أن استغلال القاعات يعد من الأوراش الهامة التي يباشرها المركز، ملفتا الانتباه إلى أنه تم خلال السنة المذكورة تسجيل ارتفاع نسبي في ما يخص نسبة الإقبال على مشاهدة العروض السينمائية، بلغ مليونا وستين ألف متفرج، وعزا هذا الارتفاع إلى الإنتاج المغربي ذي الطابع الشعبي، معتبرا هذا النوع من الإنتاج مدعما للقاعات السينمائية بالنظر إلى أنه يساهم في رفع نسبة الإقبال عليها. وذكر أن مدينة الدارالبيضاء تسجل أعلى نسبة في ما يخص ارتياد القاعات، وأن الشريط السينمائي المغربي الطويل «الحنش» حقق أعلى نسبة من المداخيل، حوالي خمسة ملايين درهم، يليه شريط «في بلاد العجائب» ثم شريط «الحاجات» بحوالي أربعة ملايين درهم. وتحدث عن القوافل السينمائية، موجها الدعوة بهذا الصدد إلى المدن والجهات للمساهمة في إنجاح هذه المبادرة، علما بأن المركز ليس في وسعه لوحده تحمل أعباء تنظيمها. وحول مدى اقتباس المخرجين السينمائيين للأعمال الأدبية المغربية في أفلامهم، أوضح الفهري أن هذا ليس من مسؤولية إدارة المركز السينمائي، بل يعود إلى اختيار شخصي لهؤلاء المخرجين أنفسهم، مذكرا في هذا السياق أنه كان دائما يدعو المخرجين السينمائيين إلى نسج العلاقة مع اتحاد كتاب المغرب، وفي هذا الإطار لا يمانع في إحداث جائزة خاصة بالاقتباس، لكن بشرط أن يتوفر الكم الضروري والكافي لتنظيم هذا النوع من المسابقة. وأيد فكرة دعم السينما الموجهة للطفل، على غرار ما يتم إنتاجه في بلدان أجنبية متحضرة. وتحدث الفهري كذلك عن الدور الذي يلعبه المركز السينمائي في ما يخص التعريف بالسينما المغربية خارج البلاد، حيث أقام جناحا خاص به في سوق الفيلم الأوروبي بمناسبة مهرجان برلين السينمائي الدولي، إلى جانب المشاركة السنوية في مهرجان كان السينمائي، حيث يتم توفير الأشرطة الإعلانية للأفلام المغربية قصد مشاهدتها في عين المكان عبر دعامة فيديو لفائدة الزائرين من مقتنيي أو مبرمجي المهرجانات. ويعد هذا الجناح إطارا مميزا للتواصل والترويج للمغرب باعتباره وجهة للإنتاجات الأجنبية، حيث تم إصدار كتيب خاص يوضح مزايا التصوير في بلادنا. ودعا الفهري في سياق آخر إلى ضرورة احترام قرارات لجنة الدعم الإنتاج السينمائي، أخذا بعين الاعتبار أن عملها يتم خضوعا لضوابط تروم الجودة بدرجة أساسية، كما أشار إلى أن هناك معايير لتصنيف المهرجانات، انطلاقا من قرار مشترك بين وزارتي الاتصال والمالية ووفق دفتر تحملات، ذلك أن الدورة الأولى لأي مهرجان سينمائي لا تحظى بالدعم، لكن ذلك يمكن أن يتم ذلك خلال الدورة الثانية. وحول غياب بعض المخرجين عن ندوات مناقشة أفلامهم التي شاركت في المسابقة الرسمية لهذه الدورة، أوضح أن ذلك يعود إلى تزامن توقيت الندوات مع انشغالهم بتصوير أفلامهم الجديدة. وعن دواعي إقحام فيلمين وثائقيين ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، عوض تخصيص مهرجان للأفلام الوثائقية، أوضح أن المطلوب من المركز هو دعم إنتاج فيلمين وثائقيين في السنة، وهذان الفيلمان حاضران في المهرجان المذكور. كما أشار بخصوص توقيت تنظيم المهرجان الوطني للفيلم، إلى أنه رهين بانتهاء المخرجين من تصوير أفلامهم، وهذا ما يفسر السبب الذي يجعله غير قار من حيث الأجندة الزمنية. وحول تقييمه للأفلام التي أنتجت خلال السنة الأخير، أشار بصورة إجمالية إلى أن هناك ثلاث فئات من الأفلام، حسب تصوره الخاص، هناك الأفلام ذات البعد الجماهيري وهي التي تساهم بشكل رئيسي في عدم القاعات أكثر مما تقوم به الأفلام الأمريكية أو غيرها. وهناك الأفلام التي تسجل حضورها وتفرض وجودها بالخصوص في المهرجانات السينمائية الدولية، من قبيل البندقية وبرلين وكان.. ثم هناك أفلام اعترف بأنه لا يدري أين يمكن له أن يصنفها، فهي لا جمهور لها ولا حضور في المهرجانات الهامة.