عرّف ادريس السبتي، رئيس فرع النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بالدارالبيضاء، برنامج "اعتبار"، ب "المبادرة الذاتية"، موضحا أنها "ليست بديلا عما ينبغي النضال من أجله من حقوق أساسية فيما يخص التزامات الدولة الدستورية والقانونية في هذا المجال". وأضاف السبتي، خلال حفل تقديم برنامج "اعتبار"، البرنامج الاجتماعي التضامني للفنانين، يوم الجمعة الماضي، بأحد الفنادق، بمدينة الدارالبيضاء، "أن المبادرة جاءت من أجل تحسين الظروف الاجتماعية للفنانين المغاربة بالعاصمة الاقتصادية"، مبرزا أن "أهمية المشروع تكمن في كونه يسعى إلى حماية الجوانب الاعتبارية للفنان عبر المدخل الاجتماعي". وكشف رئيس فرع النقابة بالدارالبيضاء، أن رؤية المشروع "تنطلق من ضرورة تطوير الجوانب الخدماتية لنقابتنا تجاه منخرطيها، وتعبئتهم من أجل المساهمة الجماعية في تحمل مخاطر المهنة، كما يسعى في نفس الوقت إلى جلب شركاء في المشروع لاستثمار كفاءات الفنانين في مجالات موازية". من جهته، عبر رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، مسعود بوحسين، عن سعادته وسروره بالإقدام على هذه الخطوة، التي وصفها ب "المهمة الصعبة"، مشيرا إلى أن "العديد من الفنانين لا زالوا لم يؤمنوا بعد بالفكرة ولم تنغرس في أذهانهم فكرة العمل النقابي". وأوضح مسعود بوحسين أن "المجال الفني، رغم أهميته في المجتمع، لا زال يعرف منسوبا كبيرا من تدهور الأوضاع الاجتماعية لأصحابه، لذا يجب التكافل والتضامن بين الجميع". وأضاف بوحسين، أن الثقافة تواجه عدة عوائق تتلخص في "الإهمال وتهميش الطاقات المثقفة والمهنيين وعدم إشراكهم واستشارتهم في سن وتنزيل السياسات الثقافية، باعتبارها فاعل ضروري، وشريك فاعل في التنمية المستدامة"، مردفا أن "مهنة الفنان تتسم بالخطورة، وتخلق لدى الممارس إحساسا بعدم الاستقرار والأمان العائلي، لكون عمله يعتمد أساسا على عقود محددة المدة، وتتغير مداخليه المادية بشكل غير منتظم وغير متوقع". وأرجع المتحدث ذاته أسباب تدهور الوضعية الاجتماعية للفنانين، إلى "طبيعة المهنة غير النمطية، والمتميزة بعدم انتظام الدخل، مما يجعل الفنانين، رغم إمكانية تألقهم المعنوي ومردودية عملهم المرتفعة في فترة ما من مسارهم المهني، معرضين لكثير من المخاطر، ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية.. أهمها؛ خطر تقلص فرص العمل، وخطر المنافسة العشوائية، وخطر تقادم المهارات، وخطر التقلبات، وخطر الأمراض". ومن بين أهداف مشروع "اعتبار" التي قدمها عضو النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية – فرع الدارالبيضاء، الفنان هشام بهلول، "المتابعة الدورية لحالات العجز والشيخوخة والإعاقة والمرض والولادة والوفاة بالنسبة للفئات الهشة، ثم تقديم خدمات صحية بشراكة مع جمعيات الأطباء والصيادلة، والتعاضدية الوطنية للفنانين، وشركات تصنيع الأدوية". وزاد بهلول بأن النقابة ستعمل على "تقديم المساعدات المادية لفائدة الفنانين الذين في وضعية صعبة، إلى جانب التخفيف من حدة البطالة في المجال الفني، عن طريق الوساطة مع الراغبين في الاستفادة من خدمات الفنانين في المجالات الموازية، بالإضافة إلى التكوين والتكوين المستمر، بهدف تنويع مصادر الدخل". كما وضعت النقابة ضمن أهدافها، "تخصيص مخيمات لفائدة أبناء مهنيي الفنون الدرامية المنخرطين بالفرع وأيتام الفنانين المتوفين، وذلك بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، علاوة على الحقيبة المدرسية، والدعم المدرسي، والتوجيه التربوي". ومن بين النقط التي قدمها هشام بهلول، أيضا، والمتعلقة بأهداف "اعتبار"، اشتغال النقابة على "تنشيط الحياة الاجتماعية لمهنيي الفنون الدرامية المنخرطين بالفرع، من خلال أنشطة ذات طابع ترفيهي ورياضي، كتنظيم رحلات وأسفار، ودوريات رياضية، وسهرات، فضلا عن حفلات تتويج المتفوقين البيضاويين في مجالات الإبداع الفني". وقال المتحدث ذاته، إنه ومن "أجل إنجاح هذا البرنامج، تقرر إجراء بحث اجتماعي لجرد أحوال مهنيي الفنون الدرامية المنخرطين بفرع الدارالبيضاء، استنادا إلى وضع استمارة بحث اجتماعي سيتم ملؤها من طرف المهنيين، الغاية منها، تجميع معطيات دقيقة حول الوضعية الاجتماعية التي يوجد عليها الفنانون". وعن ميزانية المشروع، قال عضو النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية – فرع الدارالبيضاء، عبد الهادي حذيفة، "إن النقابة تعول على التضامن الداخلي، والشراكات في إطار برامج مع جهات مختلفة، كما أنها تعول على استثمار الصفة الاعتبارية والرمزية للفنانين في إطار تنظيم برامج وأنشطة يعود ريعها لتغطية مصاريف البرنامج". وذّكّر حذيفة بتاريخ انطلاقة البرنامج، في موسمه الحالي 2018 – 2019، المحدد في بداية شهر شتنبر المقبل، مشددا على ضرورة "جمع ميزانية تقريبية قدرها 1.500.000 درهم، التي سيساهم فيها كل عضو داخل النقابة، في انتظار ارتفاع المساهمة في المواسم القادمة بما يحقق النجاح للبرنامج ويضمن استمراريته". جدير بالإشارة، إلى أن الحفل عرف عرض شريط قصير موضوعاتي، بعنوان "مهنة فنان؟!"، للمخرج عبد الهادي حذيفة، تطرق لأهم المشاكل الاجتماعية التي يعيشها الفنان المغربي، كما شهد الحفل حضور العديد من الممثلين، والمخرجين، المنتمين للحقل الدرامي.