في بحر الأسبوع الماضي، جرى الاحتفال بما يسمى: عيد الحب. كل احتفل به على شاكلته. لن ندخل في تفاصيل طقوس هذا الاحتفال بهذا العيد؛ لأنه ليس موضوع هذه الورقة، بقدر ما نسعى إلى معرفة إلى أي حد تحضر موضوعة الحب في نصوصنا الإبداعية: شعرا كانت أم قصصا أم روايات أم غير ذلك من الأجناس الإبداعية. *** إذا استثنينا النصوص الزجلية أو الأشعار العامية، خاصة منها تلك التي تصلنا مؤداة غنائيا، يمكن القول إن باقي الفنون الأدبية، تحضر فيها تيمة الحب بدرجة محدودة جدا. نقصد بالحب تلك العلاقة العاطفية التي تجمع بين الرجل والمرأة والتي تترجم عبر السلوك والكلام والحركة.. إلى غير ذلك من ردود الفعل والتعابير التي تهدف إلى تحقيق هذه العلاقة المتمثلة في الحب. قد يقال إن تناول موضوعة الحب في النصوص الإبداعية، أصبح متجاوزا وأنه في كل مرحلة يسود اتجاه معين وعلى الأديب أن يواكب هذا التحول. لكن أي تحول؟ الحب علاقة إنسانية قبل أي شيء آخر، وما دام هناك وجود إنساني؛ فإن هذه العلاقة العاطفية ستظل حاضرة في متن النصوص الإبداعية ومن حق المبدع أن يتناولها وفق أسلوبه الخاص. هناك كذلك من سيقول إن ثمة قضايا أولى بالتعبير عنها في إنتاجاتنا الإبداعية، قضايا وثيقة الصلة بالواقع، واقعنا المرير.. حيث.. وحيث.. طبعا، هذا النوع من القضايا والمشاكل جدير بأن تعكسه إنتاجاتنا الإبداعية وأن يتم البحث عن حلول له، لكن إذا قمنا بتكريس كافة ما ننتجه من إبداع للمواضيع الاجتماعية ذاتها؛ فإننا سنكون بذلك ضد التعدد والتنوع وضد حرية المبدع، علما بأن الحرية عنصر أساسي في خلق إنتاج يتصف بالصدق والإبداع. ليس الغرض من التساؤل حول مدى حضور موضوعة الحب في الإنتاج الإبداعي المغربي المعاصر، هو المطالبة بإنتاج نصوص على منوال ما كان يبدعه أدباء اشتهروا بتخصصهم في الكتابة عن الحب، أدباء من الزمن البائد؛ فهذا منافي للتجديد أو التحديث الذي يعد مرادفا للإبداع، غير أنه من المطلوب تناول الموضوعة ذاتها بصيغة أخرى وبأسلوب آخر وبخطاب آخر وتصور آخر. *** من الملاحظ أن نسبة كبيرة من النصوص الإبداعية المغربية التي تناولت تيمة الحب، مطبوعة بعلاقة عنف، ولعل هذا تجسيد لما نعيشه في الواقع، مثلما أنه يمكن أن ينم عن قناعة لدى هؤلاء المؤلفين، أنه يتيح مساحة أوفر للإبداع. عبد العالي بركات