قالت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، إن الإعلان الأميركي بشأن القدس، يتطلب من المجتمع الدولي بناء آلية جديدة قادرة على وضع الأساس السليم لأية عملية سياسية ورعايتها وصولاً للحل السياسي وإقامة السلام. جاء ذلك في بيان صدر عقب اجتماعها في مقر الرئاسة برام الله، برئاسة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، رئيس الحركة. واستمعت اللجنة لإحاطة من الرئيس، وراجعت الأوضاع السائدة والتحركات التي تمت على المستوى الفلسطيني، والإقليمي، والدولي، منذ قيام الإدارة الأميركية بالإعلان عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وأكدت اللجنة المركزية رفضها المطلق لهذا القرار، منوهة إلى أنه ونتيجة لهذا القرار فإن الولاياتالمتحدة قد فقدت أهليتها للعب دور الوسيط بين جانبي الصراع، ولم تعد قادرة على لعب دور راعي عملية السلام، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي بناء آلية جديدة قادرة على وضع الأساس السليم لأية عملية سياسية وعلى رعاية هذه العملية وصولاً للحل السياسي وإقامة السلام. وعبرت عن قلقها الشديد تجاه بعض المواقف الأميركية الأخرى، خاصة عدم معارضة المستعمرات الإسرائيلية والموقف ضد الأونروا، والتأثيرات الخطيرة لهذه المواقف، بما في ذلك تشجيع إسرائيل على تصعيد الاستعمار الاستيطاني لبلادنا، واتخاذ المزيد من الخطوات المعادية لشعبنا وللسلطة الوطنية، مثل حملة القمع الوحشية ضد أهلنا في جنين. وفي مجال التطورات على الأرض، حيّث اللجنة المركزية أبناء الحركة العاملين ميدانياً إلى جانب أبناء شعبنا العظيم بكافة قطاعاته في مواجهة السياسات الإسرائيلية وآثار الخطوات الأميركية، ودعت المتضررين من أبناء شعبنا للتحرك القضائي في مجالات عديدة بما في ذلك باتجاه محكمة الجنايات الدولية. وعبرت عن تقديرها لمواقف الأخوة العرب، وقدرت بشكل خاص مواقف مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني، وكذلك تقديرها لمواقف الكثير من الدول الصديقة وتجاوبها مع التحرك الفلسطيني بما في ذلك روسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي، وكررت دعوتها لهذه الأخيرة باتخاذ خطوات إضافية خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ورحبت اللجنة المركزية بقيام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالبدء في تشكيل لجنة عليا لتنفيذ قرارات المجلس المركزي للمنظمة، وأكدت أهمية ذلك واستعدادها للمشاركة في عمل اللجنة. وأكدت مجدداً أهمية العمل من أجل إنجاز الوحدة الوطنية، واستعادة قطاع غزة على طريق إنجاز الاستقلال الوطني لدولة فلسطين، وضرورة الاستمرار في بذل الجهود من أجل هذا الهدف المركزي. ورحبت اللجنة المركزية بفعالية "القدس عاصمة للشباب المسلم"، ورحبت بأهلنا من الدول الإسلامية الملتفين حول القدس، عاصمة دولة فلسطين.