تواجه معظم الأمهات الأرق بعد الولادة ما يعتبر أمرا مزعجا وصعبا في ظل مسؤولية الاهتمام بالطفل والعناية المتواصلة به. وتعود مشكلة الأرق لعدة أسباب ومنها عدم دخول الأم في حالة الإغفاء الطبيعية بسبب المولود لأنه يبكي بين الحين والآخر مانعا إياها من النوم بشكل مريح. كما أن الأم تبدأ بإرضاع مولودها وهذا الأمر يتطلب منها الاستيقاظ خلال الليل لإرضاعه ومن هنا لا تحظى بقسط كاف ومريح من النوم. ومن الطبيعي أن تكون الأم الجديدة عادة قلقة على مولودها فلا يغمض لها جفن ففي بعض الأحيان تستيقظ لتفقده مرات عديدة خلال الليل والتأكد من أنه بخير ومن أنه يتنفس بشكل طبيعي. بالإضافة الى كل ما ذكرناه تخضع بعض الأمهات لعلاج طبي مما يتطلب منهن تناول بعض العقاقير التي تسبب لهن الأرق. أطلبي المساعدة! إن الأرق الحاد الذي يأتي بعد الولادة بحاجة الى علاج لئلا تتأثر المرأة بمضاعفاته التي قد تقود بها إلى بعض الأمراض كالاكتئاب وارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة الوزن وأمراض القلب… وفي حال كانت المرأة تعاني من الأرق الخفيف بعد الولادة يمكنها أن تسأل المساعدة من إحدى المقربات منها للسهر مع المولود لكي تتمكن من النوم خلال الليل، أو تستطيع تقسيم الأدوار بينها وبين زوجها لتنام. تعليمات مهمة يساهم الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين والتي تعتبر من المواد المنبهة كالقهوة والنيسكافيه مثلا في محاربة الأرق. وينصح باستبدالها بمشروبات ساخنة أخرى على غرار شاي الأعشاب، اليانسون والبابونج الفعالة في تهدئة الأعصاب وتسهيل عملية النوم. يستحسن عند الإحساس بالأرق التوقف عن استخدام الهاتف المحمول عند محاولة النوم واللجوء إلى قراءة أحد الكتب أو المجلات. ومن المعروف عن القراءة قدرتها على تحفيز عمليّة النوم وجعلها أسرع. يساعد الاستماع إلى الموسيقى الهادئة خصوصا أثناء الاستلقاء على الاسترخاء بشكل ملحوظ، ما يجعل النوم أكثر سلاسة وسهولة. يعتبر الحمام الدافئ مثاليا جدا في هذه الحالة فهو يساعد الجسم على التخلص من تعب نهار طويل. وينصح باعتماد هذه الطريقة يوميا قبل الخلود إلى النوم بغية الحد من آثار الأرق بعد الولادة. وقد لا تفلح الطرق المذكورة أعلاه أحيانا في التعامل مع أرق بعد الولادة والتخفيف منه. من الأفضل هنا الوقوف عند رأي طبيب مختص مما من شأنه أن يساعد الأم على تخطي هذه المرحلة من خلال وصف علاج معين أو تزويدها بنصائح وتعليمات أخرى لإعانتها على اجتياز مشكلة الأرق.