تعهد نحو 60 بلدا وأكثر من 200 من منظمات المجتمع المدني، مؤخرا، بمناسبة اليوم الوطني للجبال، بتعزيز صمود سكان الجبال وبيئتهم على مواجهة تزايد التغير المناخي والجوع والهجرة، وضمان دمج التنمية المستدامة للجبال في أجندة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. وقد تعهد أعضاء الشراكة الجبلية – وهو تحالف تم تأسيسه في عام 2002 من قبل ايطاليا وسويسرا ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، مع أكثر من 300 عضو من الحكومات المحلية والحكومات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص – أنه وبحلول عام 2030: تقوم الحكومات بمراجعة سياساتها الإنمائية وتحديثها لتدمج فيها الاستراتيجيات الملائمة للتنمية المستدامة للجبال وصون النظم الإيكولوجية الجبلية؛ ستقوم الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والجهات المانحة بمراجعة وتحديث سياساتها في مجال التعاون الانمائي الدولي لجعل التنمية المستدامة للجبال والمحافظة على النظم الإيكولوجية الجبلية جزءًا لا يتجزأ من هذه السياسات؛ رفع مستوى الوعي بأهمية التنمية المستدامة للجبال وحفظ النظم الإيكولوجية الجبلية في جميع المحافل الدولية ذات الصلة. سكان الجبال في خطر وأكدت الأممالمتحدة أن هناك ما يقرب من مليار شخص في العالم يعيشون في المناطق الجبلية كما يرتبط نصف سكان العالم بالجبال في الحصول على المياه والأغذية والطاقة النظيفة. وقالت في بيان نشرته على موقعها الاليكتروني بمناسبة اليوم الدولي للجبال لعام 2017 الذي يوافق الأسبوع الثاني من شهر دجنبر من كل سنة، أن الجبال عرضة للضغط، فتغير المناخ وتدهور الأراضي والكوارث الطبيعية تهدد رفاهية المجتمعات الجبلية وقدرة البيئات الجبلية على إتاحة السلع والخدمات الضرورية التي يؤمنها النظام إلايكولوجي إلى جانب العواقب المحتملة البعيدة المدى والجسيمة التي قد تنتج عن وتؤثر على العالم بأسره. وأضافت أن الرابط بين الصدمات الناجمة عن تغير المناخ وغياب الأمن الغذائي وأنماط الهجرة في الجبال يطرح تحديات كبيرة ففيما يتصل بالجوع يعتبر شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص من سكان الجبال في البلدان النامية عرضة لغياب الأمن الغذائي وترتفع هذه النسبة إذا اقتصرت على المناطق الريفية فقط إلى شخص واحد من كل شخصين من سكان الجبال. وذكرت أنه فيما يتصل بالمناخ فالحقيقة هي أن 60 إلى 80 في المائة من موارد المياه العذبة توفرها الجبال إلا أن تغير المناخ يهدد قدرتها على إتاحة المياه العذبة والسلع والخدمات التي يؤمنها النظام الإيكولوجي في المراحل الأولى وفي المراحل التالية. وقالت إنه مع تزايد ضعف سكان الجبال ترتفع معدلات الهجرة أكثر مع انتقال المهاجرين إلى المراكز الحضرية التي غالبا ما تعاني أصلا من ضغط سكاني هائل. ويتأثر سكان الجبال بشكل متزايد بتغير المناخ والكوارث الناجمة عنه، وكثيرا ما يكون هؤلاء السكان معزولين جغرافيا ويعيشون على الهامش السياسي والاقتصادي للمدن ما يجعلهم أكثر عرضة للجوع والفقر. وبهذا الصدد قالت ماريا هيلينا سيميدو، نائبة المدير العام لمنظمة الفاو: "إن واحدا من بين كل ثلاثة من سكان الجبال في الدول النامية معرضون لانعدام الأمن الغذائي. وفي المناطق الريفية فإن هذه النسبة هي واحد من كل شخصين". ومع ازدياد تعرض سكان الجبال للخطر، تزداد الهجرة إلى المناطق الحضرية وإلى الخارج. أما الذين يبقون فغالبا ما يكونون من النساء، ويتركن لإدارة المزارع ولكنهن لا يحصلن إلا على قدر ضئيل من فرص الحصول على القروض والتدريب وحقوق حيازة الأراضي. بناء مجتمعات جبلية أقوى وأضافت سيميدو: "إن الاستثمار في الزراعة المستدامة في المناطق الجبلية من العناصر المهمة جدا في الاستجابة لتحديات التغير المناخي والهجرة، لأنه يشجع على التأقلم مع التغير المناخي وتخفيف تأثيراته، ويقلل من الأسباب الجذرية للهجرة مثل الفقر في المناطق الريفية وانعدام الأمن الغذائي". وبدوره قال أندريا أوليفيرو نائب وزير السياسات الزراعية والغذائية والغابات الإيطالي: "بحسب التزامات أجندة عام 2030 – "ألا يترك أي أحد خلف الركب"- واتفاق المناخ في باريس، يجب أن تكون الجبال في صلب النقاش السياسي والتعاون العالمي، فضلا عن الأنشطة الإنمائية لتشجيع السياسات والاستثمارات والبحوث". وقد لعبت ايطاليا دورا مهما في العملية التي تقودها البلدان والتي بلغت ذروتها بتعهد اليوم. توفير المياه العذبة وأطلقت الفاو بنفس المناسبة مطبوع "إدارة المستجمعات المائية المستدامة"، اعترافا بالدور المهم الذي تؤديه مستجمعات المياه الجبلية التي تتم إدارتها بشكل جيد في توفير المياه العذبة الصالحة للاستهلاك البشري، وتقليل مخاطر الكوارث الطبيعية على المجتمعات المحلية الواقعة في أسفل مجرى المياه. ويستعرض المطبوع الدروس المستفادة والتوصيات، استنادا إلى مراجعة 12 مشروعا دعمتها المنظمة لاختبار طرق جديدة لإدارة المستجمعات المائية على مدى العقد الماضي في جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية والإكوادور وغامبيا وغواتيمالا وقرغيزستان وموريتانيا والمغرب باكستان وطاجكستان وتركيا وتنزانيا وزامبيا. وأكدت الفاو بدورها أن الجبال مهددة أيضا من جراء تدهور الأراضي، والاستغلال المفرط، والكوارث الطبيعية، الأمر الذي يتسبب في عواقب مدمرة بعيدة المدى بالنسبة للمجتمعات الجبلية والعالم. أوضحت الفاو أنه في بعض البلدان، تعتبر الجبال آلهة، وفي بلدان أخرى، عبارة عن قمم للتسلق، وفى بلدان أخرى مثل البراكين، "أرواحا يمكن لها أن تغضب". وأشارت إلى أنه في شتى البلدان حول العالم، توفر الجبال المياه، والطاقة، والأغذية التي تدعم حياة أكثر من نصف سكان العالم، وبسبب ارتفاعها، وانحدارها، واتجاهها صوب الشمس، تتضرر النظم الإيكولوجية الجبلية بسهولة من جراء التغييرات التي تطرأ على المناخ، فالنباتات والحيوانات المحلية تفقد موائلها بسرعة وتكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في مناطق تتقلص مساحتها أكثر فأكثر، كما أن القمم الثلجية تذوب بمعدلات غير مسبوقة. وهذه التغييرات لها أثر على موارد المياه في أجزاء كثيرة من العالم.