تشير أوساط خليجية إلى أن إطلاق المتمردين الحوثيين في اليمن صاروخا باتجاه العاصمة السعودية يحمل رسائل إيرانية أكثر من هدفه العسكري المباشر لمعرفة مطلقيه أن السعودية ستتصدى له وتفجره مثلما فعلت مع غيره. وتقول الأوساط إن إيران، المنزعجة من الحزم السعودي في قضايا المنطقة، أرادت أن توجه عبر إطلاق وكلائها في اليمن صاروخا باتجاه الرياض إشارة واضحة إلى المملكة بأن هذا ما ينتظركم إذا فكرتم بالحرب معنا. ويرى مراقبون للشأن الخليجي أن الإيرانيين يأخذون على محمل الجد تصريحات سابقة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن أن الصواريخ الحوثية تعتبر عدوانا عسكريا مباشرا على المملكة من قبل النظام الإيراني، وأن مدّ إيران حلفاءها من الحوثيين بالصواريخ "يُعدُ حربا على المملكة"، مع ما تحمله هذه التصريحات من تلويح بالمعاملة بالمثل والردّ على العدوان. لكنهم يلفتون إلى أن إرسال الصواريخ يحمل تأكيدا على أن الحوثيين يعيشون وضعا صعبا على الأرض بسبب توسع دائرة الاحتجاجات بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فضلا عن أن مؤشرات كثيرة تجمع على أن التحالف العربي والقوى الداعمة للشرعية اليمنية تسير نحو الحسم العسكري في صنعاء. وقال التحالف الذي تقوده السعودية إن الدفاعات الجوية للمملكة اعترضت صاروخا باليستيا أطلق صوب العاصمة الرياض الثلاثاء، وذلك في أحدث هجوم تشنه جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الصاروخ كان موجها إلى مناطق سكنية ولم يسفر عن وقوع أضرار. ونقلت الوكالة عن بيان التحالف قوله إن الصواريخ المصنوعة في إيران "تمثل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي". كما اتهم التحالف الحوثيين باستخدام "المنافذ المستخدمة للأعمال الإغاثية في تهريب الصواريخ الإيرانية إلى الداخل اليمني". وقال مركز التواصل الدولي الذي تديره الحكومة السعودية عبر حسابه على تويتر "قوات التحالف تؤكد اعتراض صاروخ إيراني-حوثي استهدف جنوبيالرياض. لا توجد تقارير عن سقوط ضحايا حتى الآن". واعتبرت دولة الإمارات العربية وهي جزء رئيسي في التحالف العربي أن أحدث هجوم للحوثيين يسلط الضوء على ضرورة مواصلة الحملة العسكرية في اليمن. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه على تويتر "مع كل صاروخ إيراني تطلقه الميليشيا الحوثية ضد الأهداف المدنية يصبح جليا ضرورة قرار عاصفة الحزم". وأعلنت شركة "الاتحاد" الإماراتية للطيران، التابعة لإمارة أبوظبي، عن تعليق رحلاتها إلى العاصمة الإيرانيةطهران، في خطوة اعتبرها المتابعون ردا مباشرا على الهجوم الصاروخي، وأنها قد تؤشر إلى خطوات اقتصادية وتجارية خليجية أكثر للضغط على إيران لوقف استهدافها للأمن القومي في المنطقة. وأسقطت السعودية في 30 نوفمبر الماضي صاروخا آخر قرب مدينة خميس مشيط في جنوب غرب البلاد. وفي الأسبوع الماضي عرضت الولاياتالمتحدة وللمرة الأولى أجزاء مما وصفتها بأنها أسلحة إيرانية حصل عليها الحوثيون. وقالت إن الأجزاء دليل قاطع على أن إيران تنتهك قرارات الأممالمتحدة.