انتهى الموسم الكروي الحالي وانتهت معه كل المواجع التي كانت تقض مضاجع المسيرين من خلال صرف منح ورواتب اللاعبين التي مازالت بعض الفرق عاجزة عن تأديتها، إما بسبب تأخر السلطات المحلية في صرف المنحة السنوية، أو لكون المكاتب المسيرة أصبحت غير قادرة على إيجاد السيولة الكافية لحل مشاكلها المادية. وموازاة مع ذلك بدأت حمى عقد الجموع العامة من أجل عرض الحصيلة الإجمالية لفرق النخبة، وبالتالي انتخاب مكاتب مسيرة قادرة على التجاوب مع السياسة الجديدة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي تراهن من خلالها على فرق قوية لإفراز مكتب جامعي أكثر قوة، هدفها أي الأندية الإنخراط في تنفيذ الأوراش الكبرى التي فتحتها الجامعة في انتظار الإنتقال إلى العصبة الإحترافية في أفق سنة 2010. وتراهن الجامعة على عدم تكرار سيناريو المواسم الماضية بانتخاب مكاتب مسيرة مخدومة تتداخل فيها المصالح الشخصية والمحسوبية، والتي غالبا ما تعكس فرقا ضعيفة لاتقوى على مسايرة خارطة الطريق الجديدة التي طرحتها الجامعة، والتي تهدف بالأساس إلى تطوير كرة القدم الوطنية التي دخلت مرحلة الشك بعدما توالت عليها الإخفاقات من كل جانب. وسيكون الرجاء البيضاء صاحب أكبر قاعدة للمنخرطين أول فريق يعقد جمعه العام يوم 4 يونيو المقبل، والذي سيفرز رئيسا جديدا خلفا لعبد الله غلام المستقيل، خاصة بعد الإحتقان الذي عاشته كل فعاليات القلعة الخضراء بعد ضياع اللقب العاشر في آخر محطة من البطولة الوطنية. وسيكون برلمان الرجاء أمام امتحان جديد لاختيار الرجل المناسب والقادرة على قيادة سفينة الفريق في السنوات الأربع المقبلة، وعودة النادي إلى مكانته الطبيعية وتنقية الأجواء وفرض الإنضباط الذي شكل نقطة سوداء في صفوف اللاعبين خلال الموسم الكروي الذي ودعناه. وغير بعيد من ذلك سيكون الجمع العام للغريم التقليدي الوداد البيضاوي مناسبة للحديث عن إنجازات موسم بكامله انتهى بتتويج الفريق بلقبه ال12، خاصة بعد الإنتدابات الوازنة التي قام بها المكتب المسير والتي كلفته أزيد من مليار سنتيم. وقد تحولت الجموع العامة للقلعة الحمراء في السنوات الأخيرة إلى مجرد اجتماعات عائلية بين المنخرطين والمسيرين، ولامكان لمن يجرؤ بانتقاد سياسة الرئيس، خاصة أن الأخير يطمح إلى تهييء الفريق على غرار الأندية الإفريقية الكبرى. أما باقي الجموع العامة للفرق الأخرى تبقى مجرد اجتماعات روتينية تغلب عليها صراعات داخلية بين أشخاص تجمع بينهم الإنتخابات للدخول إلى المكاتب المسيرة، وتفرق بينهم الأطياف السياسية، وقد تكون بين الفينة والأخرى بعض الإستثناءات، خاصة وأن هناك رؤساء يعتبرون بعض الأندية ملكا لهم، وويل لكل من سولت له نفسه التنافس معهم حول الرئاسة. فالجموع العامة لأندية النخبة خلال هذا الموسم تعتبر هي الأخيرة ضمن عالم الهواية قبل الإنتقال إلى العصبة الإحترافية، لذا فالمطلوب انتخاب رؤساء قادرين على منح إضافات جديدة للفرق الوطنية من أجل مواكبة التغيير الذي تنشده الجامعة وذلك في ظل المتغيرات التي فرضها الإتحاد الدولي على أغلب الإتحادات القارية، خصوصا في مجالي القوانين والأنظمة والتكوين. إذا فكرة القدم الوطنية توجد على المحك، لأن التغيير في حاجة إلى إرادة قوية ومسيرين أكفاء ونزهاء بعيدين كل البعد إلى اللجوء إلى الغش والتلاعب في نتائج المباريات بهدف الحفاظ على كراسيهم.