جعل المغرب، العازم على تسريع وتيرة مكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، من الحد من الإصابة بالفيروس المسبب أولوية وطنية للصحة العمومية، من خلال تطوير مخطط استراتيجي وطني جديد لمكافحة السيدا برسم الفترة 2017 -2021، وضع تقليص عدد الإصابات الجديدة ب75 في المائة في صلب أهدافه الاستراتيجية. وسيمكن هذا المخطط الذي وضعت وزارة الصحة تصوره بتعاون مع شركائها الوطنيين والدوليين، من تقليص عدد الوفيات المرتبطة بالإصابة بالداء ب60 بالمائة، والقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل ومكافحة كافة أشكال التمييز والوصم من خلال تبني إجراءات تشريعية وتنظيمية وتعزيز الدعم السوسيو- اجتماعي. وسيشكل تعزيز وتنويع عرض الكشف عن الإصابة القائم على مبادئ التطوع والسرية، أيضا اولوية ضمن المخطط، لتمكين 90 بالمائة على الأقل من الأشخاص المصابين بالداء من معرفة إصابتهم، في أفق 2021. ويهدف هذا المخطط الذي سيعزز مواجهة الداء على الصعيد الوطني، تحسين الإقبال على العلاج لتنتقل نسبة الأشخاص الذين يتم حذف الحمولة الفيروسية لديهم من 70 بالمائة من إجمالي المتعايشين مع الفيروس حاليا إلى 90 بالمائة سنة 2020 وتقليص عدد حالات الإصابات الجديدة بالفروس المسبب للسيدا من 1000 سنة 2016 إلى 500 سنة 2020 وكذا الوصول إلى "صفر تمييز" مرتبط بالإصابة بالداء في الأفق الزمني نفسه. ويمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال توسيع برامج الوقاية لدى الساكنة الأكثر تعرضا لخطر الإصابة والساكنة الهشة في مواقع تركز الإصابة، وتفعيل استراتيجية للكشف مع توسيع واستهداف العرض، وتوسيع خدمات التكفل الشمولي بالأشخاص المتعايشين مع المرض وتعزيز قدرات الموارد البشرية وتحسين جودة الخدمات وتفعيل استراتيجية حقوق الإنسان والسيدا واحترام النوع لتقليص الوصم. كما أن نجاح هذا المخطط في تحقيق هذه الأهداف رهين بالانخراط السياسي لمجموع الفاعلين وانخراط الشركاء الدوليين خاصة من خلال تبني إعلان سياسي جديد حول السيدا/2016 وبلورة مخطط استراتتيجي وطني جديد 2017- 2021، يدمج الأهداف الطموحة لتسريع المواجهة "فاست تراك"، ورؤية القضاء على الداء في أفق 2030 والمخطط الأممي الجديد للدعم في مواجهة السيدا. ومنذ حوالي ثلاثة عقود، لم يفتأ المغرب يتعبأ للتحكم في انتشار هذا الداء الذي يشكل مشكلة حقيقية للصحة العمومية. فبفضل الانخراط السياسي لجلالة الملك محمد السادس، والحكومة، وتضافر جهود وزارة الصحة والشركاء المؤسساتيين والمجتمع المدني، والتعاون الدولي، تم تسجيل تقدم ملحوظ في مواجهة الإصابة بفيروس السيدا، خاصة من خلال انخفاض عدد الإصابات الجديدة ب44 بالمائة، ما بين 2004 و2016. وأثمرت هذه النتائج الملموسة عن إدراج برنامج الأممالمتحدة حول السيدا ،للمغرب ضمن تقرير 2017 باعتباره استثناء من خلال اعتماده أفضل ممارسة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعلى غرار المجتمع الدولي، خلد المغرب في فاتح دجنبر ، اليوم العالمي للسيدا تحت شعار "الحق في الصحة"، مجددا الدعوة للانخراط السياسي وتعبئة كافة الأطراف المعنية، بهدف ضمان الولوج إلى الخدمات العلاجية لكافة الأشخاص المصابين بالمرض، وكذا توفير خدمات الوقاية والكشف للساكنة الهشة والأكثر تعرضا لمخاطر الإصابة بالفيروس. وفي هذا الإطار، جاء إطلاق الحملة الوطنية للكشف عن الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة، في 27 نونبر الماضي، والتي تتواصل إلى غاية 27 دجنبر الجاري، على مستوى كافة المناطق وبتعاون مع المنظمات غير الحكومية المعنية والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. وتروم هذه الحملة الترويج للكشف عن الفيروس وتعبئة الساكنة من أجل الاستفادة من الخدمات المتاحة بغية الرفع من نسبة الأشخاص المتعايشين مع المرض المدركين لوضعيتهم الصحية.