قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالجديدة، يوم الثلاثاء الماضي، بإدانة ابن قتل والده الأستاذ الجامعي ليلة عيد الاضحى الماضي، وحكمت عليه بالإعدام ، بعد متابعته بجناية القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد . الجاني عمره 27 سنة، حاصل على الإجازة في العلوم الفيزيائية، يقطن مع والدته المطلقة من والده بمدينة المحمدية. وتعود تفاصيل هذه الجريمة النكراء، التي كانت قد استنكرتها ساكنة الجديدة، لبشاعتها الى شهر شتنبر الماضي وبالضبط ليلة عيد الاضحى، حيث لاحظ جيران الضحية، أن باب فيلا الاستاذ الجامعي ظل مفتوحا لمدة طويلة، فشكوا في الأمر، وما زاد من شكوكهم أن خروف العيد لم يتم نحره في ذلك اليوم. في بداية الأمر، اعتقد الجيران أن الأستاذ الجامعي، كعادته يتأخر في ذبح الأضحية خاصة وأنه يسكن لوحده. غير أن الوضع لم يعد مقبولا لهم، خصوصا عندما استمر خروف العيد في المأمأة الى ما بعد صلاة المغرب، الشيء الذي جعلهم يتصلون بالسلطات الأمنية . وفور إشعارها، حلت بعين المكان وبتعليمات من النيابة العامة، تم اقتحام الفيلا، فكانت الصدمة قوية حين عثر رجال الأمن على الاستاذ الجامعي جثة هامدة في غرفة النوم . وبعد نقل الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، باشر المحققون الأمنيون عملية البحث من أجل تفكيك خيوط هذه الجريمة الشنعاء، وانطلاقا مما استجمعوه من معلومات من جيران الضحية، حيث توصلوا الى أن ابنه كان آخر شخص شاهده الجيران يخرج من الفيلا، وهو المعطى الذي جعل المحققين يتصلون به عبر الهاتف، غير أنه لم يرد و ظل هاتفه خارج التغطية، مما زكى شكوكهم حوله، وبعد أن حددوا مكان اقامته، توجهوا إليه بأحد دواوير ضواحي الجديدة وهناك تم اعتقاله واقتياده الى مصلحة الأمن. وعند الاستماع اليه في محضر رسمي، ومحاصرته بأسئلة محرجة، انهار أمام المحققين واعترف بارتكابه لجريمة القتل العمد في حق والده ليلة عيد الأضحى، بعدما قدم من مدينة المحمدية للاحتفال معه بالعيد في الفيلا التي يقيم فيها بمفرده، وأنه كان يكن حقدا دفينا بداخله، منذ أن طلق الضحية والدته، وما ترتب على ذلك من معاناة وأزمات نفسية واجتماعية، صرح أنه صعب عليه التخلص منها، بل أنه لا يتذكر إلا الأحزان والمآسي . كما صرح الجاني أنه ليلة ما قبل عيد الأضحى، دخل في مشادات كلامية حادة مع والده، جعلته يستحضر الماضي الأسود، حينها راودته فكرة التخلص منه، وسيطرت عليه بقوة عندما خلد والده للنوم بغرفته، فتوجه نحو المطبخ حيث تناول قنينة الغاز من الحجم الكبير، وتسلل بها الى غرفة نوم والده، وبواسطتها هوى عليه بقوة وكرر ذلك عدة مرات، الى أن تأكد من قتله. وبعدما حاول دفن جثته بحديقة الفيلا، غير أنه لم يستطيع، وفي الصباح الباكر ترك جثة والده بغرفة نومه، وغادر الفيلا تاركا بابها مفتوحا .