هزت جريمة بشعة أخرى الشارع الطنجي، زوال الأحد الماضي، بعد أقل من شهر على مقتل طبيبة أسنان وسرقة مسكنها، حيث أقدم مختل عقليا على قتل طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات وقام بتقطيع بعض أطرافها وطهوها. الجريمة التي شهدت تفاصيلها زنقة الروداني بحي بنديبان الشعبي، صدمت سكان المدينة لكون القاتل البالغ من العمر 30 سنة، والمعروف عنه تخلفه العقلي واضطراباته النفسية، قام بقطع أطراف ضحيته وطهوها، كما قام باستخراج كبدها استعدادا ل«شيّها»، حسب رواية شهود عيان. وفي تفاصيل الجريمة، اضطرت الطفلة الضحية «أميمة»، التي اعتادت اللعب في الشارع، إلى ولوج منزل مخصص للكراء، لقضاء حاجتها بالمرحاض المشترك بين مستأجري المنزل، الذين كان ضمنهم الجاني «ع.ط.»، الذي كان يقطن رفقة أخويه في الطابق الثاني منذ أن عاد نهائيا من إسبانيا التي قضى بها عدة سنوات، حيث اكتشف دخول الطفلة إلى المرحاض فتبعها وقام بخنقها إلى أن فارقت الحياة، ثم قام بنقلها إلى مسكنه، مستغلا غياب شقيقيه، اللذين كانا بعملهما، وهناك حضّر طنجرة ومشواة وسكاكين، وقام بقطع يدي ورجلي الطفلة ووضعهما في الطنجرة، ثم شرع في «تشريح» جثتها مستخرجا الكبد، استعدادا لشيّها، وفق ما يقوله عدد من الجيران. في تلك الأثناء، دب القلق في أسرة الضحية، وخرجت الأم بحثا عن ابنتها التي اعتادت تركها تلعب في الشارع، والتي لم تتعود التواري عن الأنظار فترة طويلة، وعندما قام مجموعة من السكان بمساعدتها في البحث في أرجاء الحي انتشر خبر اختفاء الطفلة، في الوقت الذي اكتشف أحد جيران الجاني وجود خواتم صغيرة وقطعة بسكويت داخل المرحاض، فسأل إن كانت تلك الأشياء تخص الطفلة، وبمجرد التأكد من ذلك قام مجموعة من سكان الحي، رفقة والدة الضحية، باقتحام مسكن الجاني، بعد كسر بابه، فصدموا بمشهد الطفلة القتيلة وأطرافها المقطعة. وحسب شهود عيان، فإن الطريقة التي مثل بها الجاني بضحيته، كانت أقرب إلى «تقطيع خروف عيد الأضحى»، مرجعين سبب ذلك إلى عدم قدرة الجاني وأسرته على اقتناء خروف العيد مؤخرا، الشيء الذي لم يتقبله، فاختار أن «يحتفل بالعيد» على طريقته عبر قتل طفلة بريئة. وتضيف المصادر نفسها أن الأدوات التي وجدت في مكان الجريمة تؤكد أن الجاني كان يستعد لإكمال عملية تقطيع جثة ضحيته، على نفس منوال تقطيع جثة الخروف، حيث وجدوا أنه أعد مجموعة من السكاكين ومطرقة ومشواة ووضع طنجرة على النار. ويؤكد سكان الحي أن الجاني المدعو «ع. ط»، سبق له أن قضى 9 سنوات بإسبانيا، وهو معروف بتخلفه العقلي، وكانت تصرفاته غريبة في بعض الأحيان، كما كان متجهما ويميل إلى الانزواء وكان يطيل النظر في الناس، الشيء الذي جعل كثيرين يتخوفون من تصرفاته غير المتوقعة. ويشير عدد من سكان الحي إلى أن الجاني لم يسبق له أن زار طبيبا نفسيا أو مستشفى للأمراض العقلية، كما أنه لم يكن يتناول أيا من الأدوية الخاصة بالاضطرابات النفسية والعقلية.