تختتم «أسابيع الفيلم الأوروبي»، دورتها ال26، في المغرب، بالرباط يومه الخميس، على ان تتواصل بمراكش حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، الدورة التي تتميز ببرمجة غنية تتشكل من ثمانية أفلام طويلة، اختيرت أو توجت بجوائز في مهرجانات وتظاهرات سينمائية دولية راقية، وثلاثة أفلام قصيرة من جنوب المتوسط، يتوقع لها المنظمون أن تشكل «لحظات سينمائية قوية»، ضمن هذا الحدث الفني الذي تحول إلى «موعد أساسي ضمن الأجندة السنوية لعشاق السينما المغاربة». وتهدف التظاهرة، التي ينظمها الاتحاد الأوروبي بالمغرب، منذ سنة 1991، بتعاون مع السفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبشراكة مع المركز السينمائي المغربي والمدرسة العليا للفنون البصرية وسينما «كوليزي» بمراكش، والخزانة السينمائية بطنجة، وسينما الريف بالدار البيضاء، وسينما «لا رونيسونس» بالرباط، إلى «تعريف الجمهور السينمائي المغربي بأكبر الأعمال السينمائية الأوروبية الناجحة من خلال نظرة السينمائيين اللامعين للتنوع الأوروبي». وفضلاً عن فيلم الافتتاح، «المربع» للسويدي روبين أوستلوند، الذي استحق «السعفة الذهبية» في (مهرجان كان) الأخير، واختير من قبل السويد لتمثيلها في مسابقة الأوسكار لعام 2018، يتواصل جمهور السينما، إلى غاية 28 نوفمبر الجاري وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب التي تنظم التظاهرة ، في بلاغ، أن أسابيع الفيلم الأوروبي تجوب أربع مدن هي مراكش، من 9 إلى 16 نونبر والدار البيضاء، من 11 إلى 18 نونبر، وطنجة، من 13 إلى 20 نونبر ثم الرباط، من 16 إلى 23 نونبر. وتتميز ببرمجة رفيعة ومتنوعة تتيح اكتشاف أكبر أفلام سينما المؤلف الحائزة على جوائز في أكبر المهرجانات السينمائية. مع أعمال لأسماء كبيرة من قبيل أنييس فاردا، 89 سنة، الأيقونة السينمائية التي اشتهرت مع «الموجة الفرنسية الجديدة»، وجون روني، 33 سنة، الفنان المعاصر المعروف بعروضه الفوتوغرافية العملاقة على الجدران في العالم كله، اللذين اشتركا في إخراج العمل الوثائقي «وجوه وقرى»، أهلهما للحضور في مهرجان كان ضمن الاختيارات السينمائية الرسمية لهذه السنة، فضلا عن النجاح الذي لقيه عند الجمهور (ربع مليون مشاهد في فرنسا). ومن الأسماء الكبرى، أيضاً، يعود هذا العام المخرج الفنلندي أكيكوريسماكي، بمعنويات مرتفعة من خلال فيلم «الجهة الآخر للأمل»، الذي أراده أن يكون عملا إنسانيا وهزليا بأبعاد رمزية عميقة، نال عنه جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي الأخير. أما السويدي ميكائيل هانيكي، الفائز مرتين بالسعفة الذهبية في مهرجان كان، وأوسكار أفضل فيلم أجنبي عن فيلمه «حب»، فيواصل مقاربته السينمائية للبورجوازية في فليم «نهاية سعيدة»، الذي كان حاضرا في المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة لمهرجان كان. وفيما يخص الاكتشافات الجديدة، يلتقي الجمهور السينمائي مع فيلم «عائلة سورية»، للمخرج البلجيكي فليب فإن ليو، الحائز على جائزة الجمهور في مهرجان برلين الأخير (فئة بانوراما)، ومع «قمر المشتري» لكورنيل موندروكزو (هنغاريا)، الذي استأثر بالإعجاب في مهرجان كان العام الجاري ضمن المسابقة الرسمية. ومن الأعمال الجديدة المبرمجة، في دورة هذه السنة، فسيكون عشاق السينما على موعد مع فيلم «تاكسي صوفيا» لستيفان كومانداريف (بلغاريا)، الذي كان حاضرا، هو الآخر، في تشكيلة الأفلام المختارة في مهرجان كان 2017، ضمن فقرة فئة (نظرة ما). أما فيلم «فليغفر لنا الرب» للمخرج رودريغو سوروغويان، المتوج بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان سان سباستيان وجائزة «غويا» (النسخة الإسبانية لجائزة الأوسكار) في فئة «أفضل ممثل»، فيحضر ليؤكد قوة السينما الإيبيرية. وما كانت البرمجة السينمائية لهذه الدورة أن تكتمل، حسب المنظمين، من دون برنامج الأفلام القصيرة القادمة من جنوب المتوسط. وفي هذا الإطار، تعرض التظاهرة، ضمن برنامج (دروب الطفولة)، الفيلم السوري «ماريه نوستروم» للمخرجين رنا كزكز وأنس خلف، الذي كان حاضرا في المسابقة الرسمية لمهرجان سان دانس الأخير، وفيلم «شحن» لمخرجه كريم الرحباني (لبنان) الذي عرض في مهرجان بيروت، مؤخرا، فضلا عن فيلم «تكيتة السوليما» للمخرج أيوب اليوسفي، الفائز بجائزة أفضل سيناريو في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.