يعد المرحوم حوري الحسين، رائدا من رواد مسرح الهواة، فقد أبدع تأليفا وإخراجا، مجموعة من الأعمال المسرحية: الحرباء، زمن الأقزام، الطوفان، أين الرؤوس، لعجاج، إمبراطورية الشحاذين، اغتيال الأشجار، مجنون المدينة.. ومن خلال هذه الأعمال، أصدر تنظيرا لمسرح المرحلة، وضع فيه تصوره للمسرح، طارحا مجموعة من الأسئلة التي لا تزال معظمها معلقة، ولم تنل حقها من النقاش. وكما هو معروف، فقد عثر على حوري الحسين، منتحرا بشقته بمدينة المحمدية، في صيف 1984، مخلفا أعماله الإبداعية التي لم تطبع، وكذا وصية، يدعو فيها إلى توثيق أعماله، لكي تكون ملكا للأجيال القادمة. غير أنه إلى يومنا هذا، ما زالت الوصية لم تنفذ، كما أن أعماله طالها النسيان. فعلى إثر رحيله، أعطيت عدة وعود لطبع تلك الأعمال، لكنها لم تترجم على أرض الواقع. وهناك من وعد بإنجاز شريط وثائقي عن حياته وإبداعاته، دون أن يظهر أثر لكل ذلك. وبالتالي فإن مختلف المعنيين بالتجربة الفنية لهذا المسرحي الذي أعطى الكثير لمسرح الهواة، أن يتحركوا قصد تنفيذ وصيته، تكريما له.