تشكل قضية وحدتنا الترابية أولى الأولويات في انشغالاتنا وقضايانا الوطنية قبل التعليم والصحة إلخ، لذلك تعمل الدولة المغربية ملكا وشعبا وبرلمانا ومؤسسات وأحزاب سياسية وتنظيمات نقابية وشبابية وجمعيات مدنية، عبر الديبلوماسية الرسمية والموازية، الدفاع بشكل موحد، مشكلين بذلك جبهة وطنية واحدة، لمواجهة كل خصوم وحدتنا الترابية، من طنجة إلى الكويرة، وأساسا من طرف أشقائنا الجزائريين وصنيعتهم انفصاليي البوليساريو وكل ما يدور في فلكهم. ايمانا منا بعدالة قضيتنا الوطنية الأولى، وانسجاما مع أهداف منظمة الشبيبة الاشتراكية ، الذراع الشبابي لحزب التقدم والاشتراكية ذو التجربة والممارسة النضالية الطويلة، المتمثلة في الانخراط الكلي والتجذر في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي المغربي، من خلال كفاح مناضلاته ومناضليه من أجل التحرر والاستقلال الوطني ووحدته الترابية، والذي ما فتىء يطالب عبر مشاركته في الملتقيات والمهرجانات العالمية والقارية والاقليمية بعدالة مطالبنا الملحة بخصوص أقاليمنا الجنوبية ، والدفاع عن المقترحات الكفيلة بإيجاد حل سلمي متوافق عليه تحت إشراف الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص ، ويعتبر مقترح الحكم الذاتي الموسع، الذي لقي تجاوبا واسعا من طرف المنتظم الدولي ، من المقترحات الواعدة وذات المصداقية باعتراف الدول الفاعلة على المستوى الدولي. انطلاقا من ذلك، تأتي مشاركة منظمة الشبيبة الاشتراكية وقبلها منظمة الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية بالأساس كمنخرطين، وأعضاء في أجهزة الفدرالية العالمية للشباب الديمقراطي، ومنذ سنوات ومنظمة الشبيبة الاشتراكية تحظى بشرف تحمل مسؤولية منسق منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وللتذكير احتضنت مدينة فاس في سنة 2014 بمجمع القدس، اجتماعا خصص لتدارس القضايا المرتبطة بالمنطقة تحت رئاسة الرفيق سعيد الفكاك الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية آنذاك، ولتقريب الرفاق من حقيقة المشاركة في المهرجانات العالمية للشباب والطلبة، والتي دأب رفاقنا على حضورها بفعالية منذ الدورة 11 سنة 1978 بالعاصمة الكوبية هافانا و الدورة 12 سنة 1985 بموسكو، بوفد رسمي ترأسه في الدورتين الرفيق أحمد سالم لطافي عضو المكتب السياسي للحزب والكاتب الأول إبانها لمنظمة لشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، والرفيق المرحوم علي يعته كضيف شرف في الدورة .11 ومنذ ذلك الحين توالت المشاركات بالمهرجان العالمية سنة 1989 في الدورة 13 ببيونغ يونغ بكوريا الشمالية بوفد ترأسه الرفيق نبيل بنعبد الله الكاتب الأول آنذاك للشبيبة المغربية للشبيبة الاشتراكية، وفي سنة 1997 مثل الشبيبة الاشتراكية بالدورة 14 المنظمة بهافانا الكوبية، كل من الرفيقة شرفات أفيلال والرفيق كريم تاج أعضاء المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية آنذاك. وقد عرفت مشاركة الوفد المغربي في الدورة 15 المنظمة بالعاصمة الجزائرية سنة 2001 التي ترأس الوفد فيها عبد الله البقالي من الشبيبة الاستقلالية، عدم ارتياح السلطات الجزائرية التي تكتمت ونفت مشاركة المغرب بالمهرجان رغم تواجده الفعلي، ولكن رغم كل المضايقات والاستفزازات المقصودة والاعتداء الجسدي من طرف انفصاليي البوليساريو ومدعميهم، على أعضاء الوفد المغربي بالملعب الذي احتضن حفل الافتتاح ، بعد إصرار الوفد المغربي على المرور الرسمي ضمن الوفود المشاركة . المشاركة في الدورة 16 بالعاصمة الفنزويلية كراكاس سنة 2005 ، فقد ترأس الوفد المغربي الرفيق سعيد الفكاك الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية آنذاك ، وقد عرفت هذه الدورة مشاركة وازنة للوفد المغربي بحوالي 150 شاب وشابة من التنظيمات الشبابية المغربية المنضوية تحت لواء لجنة التنسيق الشبيبات الديمقراطية الوطنية ( لتشدو). وبعد ملاحظة المنظمين للمشاركة الوازنة والمكثفة والمساهمة الواعية، والايمان القوي للشباب المغربي بقضيته الوطنية الأولى المتمثلة في وحدته الترابية وعدم التنازل أو إفساح المجال للوفد الجزائري وصنيعته تغليط المشاركين من مختلف الدول، بالدفاع عن حوزتنا الترابية لأقاليمنا الجنوبية، تم الاجتهاد والعمل الحثيث على إبعاد الوفد المغربي، وذلك بإلزامنا الإقامة في ثكنة عسكرية تبعد بحوالي 80 كيلومتر عن مكان احتضان أشغال المهرجان، بل أكثر من ذلك، ورغم كل الحيل والخدع تم اقتراح تنظيم رحلة سياحية لفائدة الوفد المغربي طيلة فترة المهرجان، ولم يكن ذلك سوى طريقة لإبعادنا عن حضور أشغال المهرجان وفسح المجال أمام خصوم وحدتنا الترابية لتمرير أطروحاتهم المزيفة، لكن بفضل يقظة وفطنة رفاقنا بالشبيبة الاشتراكية وحسهم السياسي العالي تم رفض مقترح الرحلة السياحية، فلجأت الجهات المنظمة في تنفيذ مخططها، وذلك عبر تأخير الحافلة التي تنقلنا لحضور الندوة التي نظمها الوفد المغربي والتي تعرض انتهاكات حقوق الانسان، وشهادات بعض المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب والتنكيل بسجون المخيمات ونذكر منهم على سبيل المثال الطيار المغربي السيد علي نجاب، الأسير المغربي السابق لدى جبهة البوليساريو، الذي مُنع من إتمام مداخلته عندما شرع في التحدث عن تجربته في الأسر ومعاناته جراء التعذيب والوضع غير الإنساني الذي يعيشها المعتقلون والمحتجزون بمخيمات تندوف. لقد تعمدت سرد هذه الوقائع لتوضيح مدى المضايقات التي يتعرض لها الوفد المغربي خلال مشاركته في الدورات المنظمة في الدول المساندة للطرح الجزائري وصنيعته وأخص بالذكر الدورة 15 و 16 المنظمتين على التوالي في الجزائر وفنزويلا ، والتي تم بلوغ حدتها وتتويجها بطرد الوفد المغربي من الدورة 17 المنظمة ببريتوريا بجنوب إفريقيا سنة 2010 دون ذكر الاعتداءات والتنكيل الذي تعرض له الوفد المغربي الرسمي لكي لا نخلطه مع الوفد الذي كان مقيما بفندق خمسة نجوم . وبعد الغياب الاضطراري في الدورة 18 التي استضافتها كيطو الايكواتورية سنة 2013 ، وبالتالي غياب صوت التنظيمات الشبابية المغربية، والدور الذي كانت تلعبه في صياغة البيانات الختامية للمهرجانات العالمية المنظمة، وكذا في المساهمة في برمجة مختلف أنشطة ومهرجانات للفدرالية العالمية للشباب الديمقراطي التي يوجد مقرها في بودبيست، يجب الاشادة بمجهودات رفاقنا في المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، على كل ما بذلوه من اتصالات ومشاورات لاسترجاع حق الحضور ولو بصفة ملاحظ في المهرجان العالمي للشباب والطلبة في دورته 19 ، بسوتشي الروسية خلال هذه السنة ( 2017 ) في أفق الحضور الرسمي واسترجاع عضويتنا في الأجهزة التقريرية باللجنة المركزية للفدرالية العالمية للشباب الديمقراطي. إجمالا يجب التأكيد على أن حضور التنظيمات الموازية ومنظمة الشبيبة الاشتراكية خاصة، في المهرجانات واللقاءات العالمية يكون في إطار تفعيل الدبلوماسية الموازية، حيت تتميز هذه المشاركات بمرافقة وفد من المسؤولين السياسيين والحقوقيين السابقين والبرلمانيين والإعلاميين، والفنانين للمساهمة في الأيام الدراسية والورشات والندوات المسطرة في برنامج المهرجانات الشبابية والطلابية، بالاضافة لعقد لقاءات موازية مع مسؤولين سياسيين، وممثلين عن التنظيمات الشبابة العالمية والوفود الشبابية المشاركة من مختلف أنحاء العالم لبسط الحقائق حول التجربة السياسية في المغرب ومشروعية تشبثه بوحدته الترابية وكذا التعريف بالتقدم الذي حققه المغرب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية في عهد جلالة الملك محمد السادس، مع التأكيد على توضيح وتبني موقف المغرب بخصوص حل نزاع الصحراء من خلال حل سياسي سلمي نهائي في إطار مقترح الحكم الذاتي الموسع دون المساس أو التنازل عن الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها في إطار الاحترام التام لمواقف الدول الوازنة ومقررات الأممالمتحدة. كما تجدر الاشارة، إلى ضرورة توفير الدعامات التواصلية والمادية وكذا الوسائل اللوجيستكية اللازمة والمعززة للتعريف بالمملكة المغربية وأمجادها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وموروثها التراثي والتاريخي. وكفاح شعبها من أجل الاستقلال الكلي لجميع أراضيه المحتلة، وهذه المجهودات يجب ألا تكون موسمية ولكن يجب أن تعزز بمواكبة هذه التنظيمات وبشكل مستمر عبر دعم البرامج المرتبطة بالدبلوماسية الموازية للتنظيمات والجمعيات الشبابية الحزبية وغير الحزبية، للرفع من نجاعة وفاعلية الوفود المغربية في تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المشاركات العالمية والقارية والإقليمية. كمال الشرايطي * *عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية ، عضو سابق للمكتب الوطني لمنظمة للشبيبة الاشتراكية.