نظم المغرب ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف)، مؤخرا بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، اجتماعا رفيع المستوى حول التعاون جنوب-جنوب من أجل النهوض بالطفولة المبكرة، كوسيلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بمشاركة العديد من وزراء خارجية البلدان الأفريقية وممثلي وكالات التنمية والأبناك متعددة الأطراف، وكذا خبراء في المجال. ويمثل هذا الاجتماع، الذي انعقد على هامش الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذكرى السنوية الأولى لإعلان الرباط حول تنمية الطفولة المبكرة، ويروم إبراز أهمية الجهود المشتركة بين القطاعات التي تقودها البلدان حول هذه المسألة باعتبارها عنصرا أساسيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، في كلمة بالمناسبة، أن مسألة النهوض بالطفولة المبكرة تعد أولوية وانشغالا عالميا، لاسيما في دول الجنوب، كما أنها توجد، لذلك، في صلب أجندة التنمية المستدامة لسنة 2030. وأشار بوريطة إلى أن تنمية الطفولة المبكرة هي أيضا أولوية وطنية في المغرب، الذي أولى اهتماما خاصا لقضية الأطفال ويبذل جهودا كبيرة لتحسين رفاههم وضمان حقوقهم. وقال إنه بفضل توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس والانخراط المباشر والفعال لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، جعلت المملكة من قضية حماية حقوق الطفل أولوية وخيارا استراتيجيا لا رجعة فيه. وأشار الوزير أيضا إلى أن التعاون جنوب-جنوب يشكل رافعة هامة للمساعدة على ربح تحدي التنمية بالنسبة للطفولة المبكرة، مشددا على أن هذا الحدث الرفيع المستوى هو استمرار لمسلسل الرباط، الذي تم إطلاقه بشراكة مع اليونيسيف ويشكل نقطة البداية لتطوير شراكة قوية ومستدامة في هذا المجال. ودعا بوريطة أيضا الجهات المانحة المتعددة الأطراف والثنائية إلى "دعمنا من أجل المضي قدما على مستوى أجندة الطفولة المبكرة في بلداننا". من جهته، قال خورخي شيديك، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومدير مكتب الأممالمتحدة للتعاون جنوب-جنوب، إن هذا الاجتماع يشهد على الريادة المغربية في مجال التعاون جنوب-جنوب وتنمية الطفولة المبكرة، مبرزا، في هذا الصدد، "التقدم الهام" الذي حققته المملكة واستعدادها لتقاسم تجربتها مع الدول الأخرى. وقال شيديك، في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، إن هذا الحدث رفيع المستوى يعكس التزامات المغرب وجلالة الملك لصالح تنمية الطفولة المبكرة كعنصر تنمية استدامة. من جانبه، أشاد نائب المدير التنفيذي لليونيسف، عمر عبدي، بعقد هذا الاجتماع الرفيع المستوى الذي يصادف الذكرى الأولى لإعلان الرباط مبرزا الريادة التي أبانت عنها المملكة المغربية في مجال تنمية الطفولة المبكرة والتعاون جنوب-جنوب.