ناقش فاعلون في مجال التربية والتعليم، أساليب الاهتمام بالطفولة المبكرة وسبل وضع البرامج التعليمية والموارد المالية للنهوض بها، ليكون رافعة للتنمية الجهوية والإقليمية، وذلك في افتتاح مؤتمر جنوب-جنوب حول تنمية الطفولة المبكرة، صباح اليوم بالرباط، نظمته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بشراكة مع منظمة "اليونسيف" لرعاية الطفولة. الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، اعتبر في كلمة له باسم الوزير بلمختار، أن الاهتمام بالطفولة المبكرة والحصول على التعليم للتشبث بالهوية المغربية، يعد واحدا من أهم المراهنات على الثروات المغربية. وأضاف أن وزارة التربية الوطنية تقوم بتطوير استراتيجيات التعليم المبكر في إطار التعاون مع السونيسيف ووضع البرامج التعليمية والموارد المالية للنهوض بالقطاع، مشيرا إلى أن التنمية الاقتصادية مرهونة بالنهوض بالتنمية وبالطفولة المبكرة، ما ينبغي أن ينعكس على البرامج التعليمية، مشددا على أن قطاع التعليم المبكر يتطلب رصد مبالغ مالية كبيرة، حسب قوله. زكية الميداوي، مديرة التعاون المتعدد الأطراف والشؤون الاقتصادية الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، قالت في كلمتها باسم وزير الخارجية، إن السنوات الأولى للطفولة تحدد المفاهيم والمكتسبات وجميع التطورات التي يتوفر عليها الطفل، مشيرا إلى أنه في العالم العربي يوجد أطفال يعانون الحروب والمشاكل السياسية ويوجدون في محور تهجير. وأضافت في المؤتمر أن المغرب أعطى أهمية لهذا الالتزام واحترام حقوق الأطفال ضمن التعاون جنوب جنوب والتعاون الدولي وأهداف التنمية المستدامة، والعلاقة بين الطفولة والتنمية الاجتماعية، وفق تعبيره. بدوره شدد رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عمر عزيمان، في كلمة ألقيت باسمه على أن الطفولة حلقة حاسمة في نمو المجتمعات، مشيرا إلى أن الاهتمام والانشغال بها ليس وليد اليوم بل منذ وضع الميثاق الوطني للتربية والتكوين. واعتبر أن الطفولة تعتبر مدخلا راسخا لجودة التعليم والاندماج السوسيوثافي للمتعلمين، ولبنة أساسية لتكافؤ الفرص للأطفال منذ سن مبكر، ورافعة أساسية للنهوص وإصلاح التعليم يتمثل في حق الجميع بتعليم ذو جودة ودمجه التدريجي في التعليم الابتدائي. ريجينا دومينيسيس، ممثلة منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف) بالرباط، اعتبرت أن من يريد شيئا يمكنه أن ينجز، قائلا في هذا الصدد "هذا يمر عبر تطوير أدمغة الأطفال المتأثرة بما يحيط به ليس فقط بالوراثة، بل تمتع الأطفال بحقوقهم منذ فترة الرضاعة". وأشارت إلى أن عددا من التحديات في شتى أنحاء العالم تواجه الطفولة، واعتبرت أن المدرسة مهمة لسد هذه الفوارق وخلط عدالة اقتصادية واجتماعية، لافتة إلى وجود خصاص على مستوى الصحة بالنسبة للطفولة. يُذكر أن مدينة الرباط تحتضن من 7 إلى 9شتنبر الجاري مؤتمر جنوب-جنوب حول موضوع "تنمية الطفولة المبكرة"، يشارك فيه ممثلون عن بلدان من إفريقيا الغربية والوسطى والشمالية والشرق الأوسط، وكذا خبراء دوليون، ومن المنتظر أن يُختتم المؤتمر بتبني "إعلان الرباط" الذي سيشكل التزاما جماعيا بخصوص هذا الموضوع.