كشفت نتائج البحث الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط بجهة تادلة ازيلال حول المغاربة المقيمين في الخارج بمناسبة اليوم الوطني للمغاربة المقيمين في الخارج، أن 6 في المائة من المهاجرين حاليا في الخارج قاموا باستثمارات، منها 71 في المائة في المغرب والباقي في البلد المضيف. ويفضل المستثمرون في المغرب مجال العقار بشكل كبير، في الوقت الذي يبتعدون فيه عن القطاعات المنتجة كالفلاحة أو الصناعة. ويعود هذا الوضع بحسب بحث المندوبية، إلى النقص في رؤوس الأموال لثلثي المهاجرين الحاليين، الذي يعزى بدوره إلى ضعف المداخيل. فيما يصرح آخرون، حوالي الثلث منهم تقريبا، بأسباب أخرى لعدم الاستثمار، كالوضع الصحي وقلة الخبرة، وبطء الإجراءات الإدارية أو ضيق السوق. وبين البحث أن 29 في المائة المهاجرين الحاليين الذين يحولون أموالا منخفضة هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-29، في حين أن هذه النسبة تصل إلى 31 في المائة في صفوف الأشخاص المسنين البالغين 60 سنة وأكثر. وأضاف أن 43 في المائة من الفئة العمرية في كامل النشاط ما بين 30-39 سنة فقط من قاموا بتحويل الأموال، و36 في المائة بالنسبة للفئة ما بين 40 و49 في المائة، ثم 42 في المائة بالنسبة للفئة 50 و59 سنة. أما بالنسبة للمبالغ المرسلة إلى الأسر فهي متواضعة نسبيا، بحسب البحث، حيث إن 20 في المائة فقط استلموا أكثر من 4000 درهم سنويا. وتستعمل التحويلات المالية للمهاجرين إلى أسرهم في هذه الجهة، في تلبية احتياجات متعددة في الوقت نفسه بنسبة 66 في المائة، حيث توجه في الغالب لقضاء الاحتياجات اليومية من المواد الغذائية والملابس، ومشتريات الأدوات المنزلية والكراء، التي تستحوذ على الحصة الكبرى بنسبة 25 في المائة. وتشير نتائج البحث إلى أن النفقات الضرورية غير المنتجة، نادرا ما يتم التصريح بها، كنفقات التطبيب التي تمثل 3.7 في المائة، فيما لا تمثل النفقات التي يمكن أن تحفز التنمية الاقتصادية للجهة سوى نسبة قليلة، كما هو الشأن للنفقات المنتجة بشكل غير مباشر مثل نفقات التمدرس. وحسب نتائج البحث، فإن أغلب المهاجرين الذين يعيشون بالخارج الذين ينحدرون من جهة تادلة-أزيلال رجال بنسبة 77 في المائة، في مقتبل العمر، وتشكل فئة ما بين 30-39 سنة حوالي 43 في المائة منهم. فيما يشكل الشباب البالغ من العمر ما بين 15 و29 سنة 27 في المائة، بينما يمثل الذين تتجاوز أعمارهم 50 سنة أقل من 9 في المائة. وازداد جميع المهاجرين الذين شملهم البحث والذين تفوق أعمارهم 15 سنة بالمغرب ويتمتعون بالجنسية المغربية عند الولادة. وينحدرون أساسا من الوسط القروي بنسبة تناهز الثلثين أي ما يمثل 61 في المائة. ويتواجد نحو 48 في المائة من المهاجرين المنحدرين من هذه الجهة في اسبانيا، فيما يتواجد 32 في المائة منهم في إيطاليا، و11 في المائة في فرنسا. أما المهاجرون من الأجيال السابقة، والذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة حاليا توجهوا في معظمهم نحو فرنسا والقليل منهم توجه نحو إسبانيا وإيطاليا، على عكس الشباب (أقل من 40 سنة)، الذين توجهوا نحو هذين البلدين. وتوجه أغلبية المهاجرين إلى بلد واحد بنسبة 84 في المائة، لكن مع تقدم العمر، تزداد نسبة المهاجرين الذين توجهوا إلى أكثر من بلدين. وعلى مستوى السلوك الديمغرافي للمغاربة المقيمين بالخارج والمنحدرين من تادلة أزيلال، أوضحت مذكرة المندوبية أنه شبيه بما هو عليه الحال بجهتهم الأصلية. حيث إن العزوبية تبقى قليلة الانتشار. وأشارت المندوبية إلى أن 59 في المائة من الرجال و79 في المائة من النساء تزوجوا قبل 30 سنة، و3 في المائة من النساء تزوجن قبل 15 سنة. بينما 46 في المائة من بين الأكبر سنا، تزوجوا قبل 30 سنة، في حين أن 66 في المائة من الفئة ما بين 30 و39 سنة تزوجوا باكرا. ويصل متوسط عدد الأطفال لكل مهاجر مقيم حاليا بالخارج إلى 4.3 أطفال، ويتراوح ما بين 3 أطفال لدى المهاجرين الذين يقل سنهم عن 30 سنة و6,5 أطفال بالنسبة للأكثر سنا. وأوضح البحث أن ثلاثة أرباع الذين غادروا الجهة، منذ سنة 2000، والمقيمون بالخارج، كانوا فلاحين، أو مستغلين أو عمال فلاحيون، يليهم الحرفيون والعمال المؤهلون والمياومون. بينما لم يصرح 27 في المائة من المهاجرين بأي نشاط خلال الثلاثة أشهر السابقة للهجرة. وصرح 26 في المائة من المهاجرين في هذه الجهة، أن البطالة هي السبب الرئيسي وراء رحيلهم، زيادة على انخفاض الدخل أو الرغبة في تحسين مستوى العيش بحسب 31 في المائة منهم. وبالنسبة للشباب فإن الدراسة تشكل سببا كافيا للهجرة، في حين يمثل التجمع العائلي أخر الأسباب للهجرة، وتهم بشكل خاص النساء في أكثر من نصف الحالات.