يتواصل بمدينة الصويرة الاحتفاء على إيقاعات موسيقى كناوة العالمية بمناسبة انعقاد الدورة العشرين ل"مهرجان كناوة وموسيقى العالم"، التي انطلقت يوم أمس الخميس وتعرف مشاركة معلمين وفنانين من مشارب موسقية متنوعة، تخلق مزيجا فنيا فريدا يلائم سمعة هذا المهرجان . وهكذا، تعيش مدينة "موغادور" الساحلية، على أنغام كناوية محضة تستمد جذورها من التراث الأفريقي الضارب في القدم، وعروض فنية وثقافية غنية، تضفي رونقا خاصا على المدينة وتعزز إشعاعها العالمي، وتقدم لزوارها مزيجا فنيا ينهل من أنغام موسيقى عالمية كالجاز والبلوز، وتؤثث فضاءات المدينة بساحة مولاي الحسن ومنصة الشاطئ وبرج باب مراكش ودار لوبان وزاوية عيساوة. وستتميز هذه الدورة بحضور فنانين ذوي صيت عالمي عزفوا فوق أشهر المنصات العالمية، أبرزهم ساحر الموسيقى الايقاعية كارلينيوس براون، وأيقونة الجاز البريطاني بيل لاورنس والفنان السينغالي الملقب ب"صوت الحكمة" اسماعيل لو، وفنان البلوز الأمريكي لاكي بيتيرسون، إضافة إلى أسماء أخرى لا تقل شهرة ككاتب امازيغ وزي لويس ناسيمينتو. كما تعرف النسخة العشرين من هذا المهرجان تنظيم عروض مزج موسيقي (فيزيون) بين كل من عبد السلام عليكان والكونغولي رلي ليما، ومجموعة باند اوف كناوة المغربية الفرنسية، وكذا مزجا بين الموسيقى الصوفية الهيندو باكستانية وفن تاكناويت بين مهدي ناسولي ومراد علي خان وفنانين آخرين، وكذا مزجا آخرا بين فن البلوز وتاكناويت في شخص المعلم مصطفى باقبو ولاكي بيتيرسون. وعمل حميد القصري وكريم زياد وفاسون ماسكات وموريس زيمور والان ديبوسيا وآخرين على إبداع خليط موسيقي فريد ذي نبرة عالمية، بالإضافة الى عرض آخر عبارة عن مزج "صويري" خالص (نسبة لمدينة الصويرة) بين المعلم مختار غينيا وموغادور باند. وكعادته يعرف المهرجان حضور مجموعات فنية من جميع المشارب الموسيقية المغربية كمجموعات عيساوة، والحمادشة، والموسيقى الحسانية والامازيغية، وموسيقى الحضرة وأحواش وهوارة، كما سيفتح المهرجان أبوابه أمام المجموعات الموسيقية الشبابية الحديثة الظهور. وللسنة السادسة على التوالي، سينظم مهرجان كناوة وموسيقى العالم والمجلس الوطني لحقوق الانسان، منتدى حقوق الانسان خلال صباحيات المهرجان بهدف مناقشة قضايا اجتماعية ذات راهنية، ستعرف حضور متدخلين مغاربة وأجانب، حيث سيتم تسليط الضوء خلال هذه الدورة على موضوع "العالم الرقمي وتأثيره على الثقافة". وستشكل فقرة "شجرة الكلام" التي يحتضنها المعهد الفرنسي للصويرة، إحدى أبرز محطات المهرجان بحيث ستشكل فضاء رحبا يجمع الفنانين بمتابعيهم ومحبيهم، في جلسة ذات طابع تقليدي شفهي خالص، يسبق العروض الموسيقية. وقد انطلقت الاحتفالات بالدورة العشرين لمهرجان كناوة موسيقى العالم مبكرا هذه السنة، بحيث قامت مجموعة من معلمي وفناني كناوة بجولة فنية مابين 16 و27 مارس الماضي، للولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا، حملت عنوان "جولة مهرجان كناوة"، أتحفوا خلالها الجمهور الحاضر بنغمات كناوية أصيلة ومعزوفات جميلة لقت إعجاب الزوار من كلا البلدين. ويسعى القائمون على هذا المهرجان الى إشاعة قيم التسامح والتعايش بين الحضارات والثقافات وتكريس كل المبادئ الفاضلة التي جاء من أجلها الفن، خصوصا أن موسيقى كناوة تأثرت خلال مراحل نشأتها وتطورها بالعديد من الأحداث التاريخية وتلاقحت مع كثير من الأنماط الموسيقية ذات الأصول المختلفة، حتى غدت إيقاعاتها قابلة للمزج والتناغم مع أنواع موسيقية عالمية أخرى. وتعد هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، بتعاون بين عمالة إقليمالصويرة والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي والمندوبية الإقليمية للسياحة وجمعية "يرما كناوة" ووكالة التواصل "أ3″، مناسبة راسخة للتعريف بالإرث الثقافي لفن كناوة خاصة والثرات اللامادي الذي يمتاز به المغرب بشكل عام، وفرصة للنهوض والاهتمام بطاقات صاعدة ستحمل مشعل هذا الفن وتعزز مكانته داخل الموسوعة الفنية العالمية.