أسدل ليلة السبت الماضي، الستار بالمسرح البلدي بالعاصمة على فعاليات الدورة الأولى ل»أيام قرطاج الموسيقية»، التي انطلقت يوم 18 ديسمبر، وتواصلت حتى 25 من الشهر نفسه، ببادرة من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، وبالتعاون مع مؤسسة التلفزة التونسية. وشهدت هذه الدورة الأولى تقديم 35 من العروض الغنائية والموسيقية المتنوعة، توزعت على خمسة فضاءات ثقافية بالعاصمة التونسية، وشهدت مشاركة فنانين من تونس ومن العالم العربي، في مقدمتهم عازف العود العراقي نصير شمة، والفنانتان المصريتان شريفة فاضل وعفاف راضي، إلى جانب المغربي عبد الوهاب الدوكالي وغيرهم من الحضور الذي واكب فعاليات هذه الدورة التي قال عنها عبد الرؤوف الباسطي، وزير الثقافة التونسي، إنها ستجلب خيرا كبيرا للموسيقى التونسية والعربية. وانطلقت السهرة الختامية بأداء الفنانة التونسية صوفية صادق قصيدة «أنا لا أبكيك»، للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، من ديوانه «إرادة الحياة»، وهي من تلحين الدكتور جمال سلامة (مصر)، ومن إنتاجها الجديد. وأطل عازف العود العراقي نصير شمة على الجمهور المنتظر لنتائج مسابقات الدورة الأولى ل»أيام قرطاج الموسيقية» الثلاث (العزف المنفرد على آلة العود، المعزوفات، والأغاني)، وأعلن أيضا عن جائزتي مسابقة العزف المنفرد على آلة العود، حيث حصل على التانيت الذهبي مناصفة العازفان يوسف عباس حسن من العراق والبشير الغربي من تونس، وقيمة الجائزة 10 آلاف دينار تونسي (7.1 ألف دولار أميركي) والجائزة من إهداء المجمع العربي للموسيقى. كما منحت جائزة التانيت الفضي وقيمتها 7 آلاف دينار (5 آلاف دولار أميركي) مناصفة بين العازفين كنان ادناوي ومهند نصر، وكلاهما من سورية. وقال نصير شمة بالمناسبة إن «أيام قرطاج الموسيقية» جاءت لإثراء الحياة الثقافية والموسيقية، وهو ما جعل تونس تصبح منارة ثقافية تشع بشكل حقيقي على بقية البلدان العربية. وأضاف أن العازفين التسعة على آلة العود تميزوا وتفردوا بمشاريعهم الموسيقية، وهو ما سيعطي لآلة العود حياة جديدة خلال العقود القادمة. أما بالنسبة لجائزتي مسابقتي الأغاني والمعزوفات، فقد تكونت لجنة التحكيم من جمال سلامة (مصر) وهو رئيس لجنة التحكيم، وعبد الوهاب الدكالي (المغرب) ومحمد الماجري (تونس) وعبد القادر الحوتي (شاعر من الجزائر) وعلي الورتاني (شاعر من تونس) وسنية مبارك (تونس)، وتلا النتائج الشاعر التونسي علي الورتاني الذي قال إن اللجنة نظرت في سبع معزوفات في إطار مسابقة المعزوفات، وقد ضبطت آلية ومعايير لتقييم مختلف الأنماط الموسيقية المقدمة، وعقدت جلسات مطولة على أثر السهرات الثلاث المخصصة للمعزوفات، وباركت في نهاية المطاف الزخم الهائل من النتاج الموسيقي، واختارت بالإجماع ومن دون تحفظ، وأسندت التانيت الذهبي وقيمته 30 ألف دينار تونسي (نحو 21 ألف دولار أميركي) لأغنية «التصويرة» من كلمات الشاعر المولدي حسين، وتلحين عازف العود الطاهر القيزاني، وأداء المطرب الشاب محمد دحلاب من تونس، في حين آل التانيت الفضي وقيمته 21 ألف دينار تونسي (نحو 15 ألف دولار أميركي) لأغنية «أنت مرادي» من كلمات وألحان علي الصالحي، وأداء فاتن هلال بك من المغرب. أما بالنسبة لجائزتي مسابقة المعزوفات التي أعلن عن نتائجها الشاعر التونسي علي الورتاني، فإن التانيت الذهبي وقيمته 10 آلاف دينار تونسي (نحو 7.1 ألف دولار أميركي) ذهب لمعزوفة «سماعي درر» للمؤلف فريد بن عمر من تونس، في حين منحت لجنة التحكيم برئاسة المصري جمال سلامة التانيت الفضي وقيمته 7 آلاف دينار لمعزوفة «الكاهنة» للمؤلف عطيل معاوي من تونس.