قال تقرير صادر عن مكتب الدراسات الأمريكي Frost and Sullivan إن المغرب سيتمكن، بمعية ثلاث دول افريقية أخرى، من مواصلة رفع حصته في سوق السيارات التجارية. وأفاد التقرير المعنون ب"آفاق سوق السيارات التجارية الافريقية إلى حدود 2025″ بأن سوق السيارات التجارية بافريقيا سيشهد نموا سنويا متوسطا في حدود 6.1 في المائة وذلك في أفق العام 2025. وأضاف التقرير أن هذا المنحى، الذي ستسلكه الدول الثلاث وهي المغرب ونجيريا وكينيا يسير ضد المنحى التراجعي الذي يميز الحركة الاقتصادية نتيجة انخفاض سعر النفط العالمي وأسعارالمواد الأولية الأخرى، مضيفا أن المغرب، إضافة إلى الدولتين الأخريتين، هم من سيسجلون نموا سريعا في القارة خلال الفترة المذكورة. وحسب التقرير ذاته فسوق السيارات التجارية في افريقيا يبقى حاليا تحت هيمنة جنوب افريقيا بحصة تفوق 53 في المائة. وبعد أن أزاح المغرب كبريات صانعي السيارات في افريقيا، ولا سيما مصر التي كان لها الريادة على مستوى شمال افريقيا، يبدو أن المغرب يشق طريقه نحو مزاحمة جنوب افريقيا في سوق السيارات بالقارة. وحسب الجمعية المغربية للسيارات (إيكام) فإن الطلب على شراء السيارات الجديدة سيتواصل خلال العام الحالي، حيث تم تسويق نحو 6500 وحدة من السيارات المصنعة في طنجة والدار البيضاء خلال الربع الأول من السنة، من نوع "داسيا"التي ينتج منها المغرب نحو 350 ألف عربة سنوياً، معظمها للتصدير إلى أسواق الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والشرق الأوسط. وتمثل هذه العلامة نحو 16 % من حجم السوق المغربية، ونحو 10 % من إجمالي مبيعات السيارات الفرنسية المغربية في العالم، تليها علامة "رونو" التي زادت مبيعاتها بنسبة 44 % واستعادت حصتها في السوق المحلية المقدرة ب14 % من خلال طرح عدة موديلات معدلة . ويطمح المغرب إلى إنتاج مليون سيارة سنوياً مطلع العقد المقبل، والارتقاء إلى المرتبة 20 ضمن الدول المصدرة للسيارات وأجزاء السيارات. وتستفيد المصانع الأوروبية من القرب الجغرافي للمغرب وانخفاض كلفة اليد العاملة، والإعفاءات الجمركية التي يتيحها اتفاق الشراكة بين الرباط وبروكسيل من جهة، واتفاق المنطقة التجارية الحرة مع الولاياتالمتحدة من جهة ثانية. كما تستعد الشركات الصينية لدخول أسواق التصنيع المغربية عبر إنشاء مدينة صناعية جنوبطنجة لإنتاج السيارات الموجهة إلى أسواق أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. ولا زال المغرب يجتذب مصانع عالمية أخرى فى مجال صناعة السيارات من أجل الوصول إلى إنتاج مليون سيارة سنويا. وتقوم إستراتيجية شركة "بيجو" بالاتفاق مع الحكومة على الوصول بالمكون المحلى إلى 60% كمرحلة أولى على أن تصل إلى 80% باكتمال سلسلة التعاقدات مع المصانع العالمية. وعلى سبيل المقارنة فالطاقة الإنتاجية لمصانع السيارات فى مصر لا تتعدى 120 ألف سيارة سنويا، أي أقل من 20% من الطاقة الإنتاجية للمغرب أو لجنوب أفريقيا. حيث أن إنتاج جنوب إفريقيا من السيارات يبلغ حوالى 625 الف سيارة سنويا وأن عدد العاملين فى مصانع السيارات يبلغ 30 الف عامل بإنتاجية فى حدود 20سيارة سنويا لكل عامل، مقابل إنتاجية العامل فى المصانع المصرية يبلغ 15سيارة سنويا. أما فى المغرب فتبلغ إنتاجية العامل حوالي 60 سيارة سنويا وهذا مؤشر هام على التقدم التكنولوجى فى المصانع التى تنشئها الشركات المستثمرة و ومستوى التكوين المهني للعامل المغربى.