في الوقت الذي انتظر المدرب هيرفي رونار استخلاص معطيات إيجابية من مواجهة المنتخب الوطني ضد نظيره الهولندي بملعب أكادير، حدث العكس، إذ جعلت هذه المباراة المتتبعين يخرجون بانطباع واحد، ألا وهو تراجع عطاء المجموعة، وعجزها عن تقديم قناعات، و الأكثر من ذلك تطوير الأداء الذي أظهره خلال دورة الغابون للأمم الأفريقية. فعلى العكس من ذلك، كانت السلبية طاغية على عطاء المنتخب، خاصة خلال الجولة الأولى، كما أن اختيارات اللاعبين لا زالت تتحكم فيها المزاجية والحسابات التي لا تراعي نهائيا مسألة الاستحقاق التقني، أضف إلى ذلك التموضعات الخاطئة للاعبين بمراكز معينة خاصة على مستوى خط الدفاع، واستمرار تهميش لاعبي الوطنية المحلية. وبالرغم من التحسن الذي ظهر خلال فترات مهمة من الجولة الثانية، فان ذلك لم يلغ حالة التواضع، وإلا كيف نفسر إدخال نبيل درار ونور الدين أمرابط كظهيري دفاع بتشكيل يعتمد على شاكلة 4 – 3 – 3، وهذا اختيار غير منطقي تماما، في وقت يوجد هناك لاعبون يتقنون الأدوار الدفاعية والهجومية على مستوى الأظهرة، وهما فؤاد شفيق وسعد لكرو، كما أن قلبا الدفاع يظهران تراجعا في العطاء مقابلة بعد أخرى. وبخصوص تعامل المدرب مع لاعبي البطولة الوطنية، فلا يفهم كيف استغنى عن جواد الياميق، بالرغم من القناعات التي قدمها خلال مقابلتي بوركينافاصو وتونس الوديتين، مع العلم أنه سبق لرونار التنويه بأداء الياميق وكذلك لكرو، كما أن هناك لاعبين قادرين على إعطاء الإضافة الضرورية لأداء المجموعة ككل، ولا ينتظرون إلا أن تمنحهم الثقة ولعل أكبر دليل هو المجهود الذي بذله وليد آزارو والذي حرك الخط الأمامي، وكان وراء ضربة الخطأ المباشرة الذي سجل منها مبارك بوصوفة الهدف الوحيد للفريق الوطني. فالمدرب فشل في رسم خط تصاعدي لأداء النخبة المغربية، إذ نجد أنفسنا في كل مرة أمام تراجع غير مفهوم، سواء على مستوى الاختيار أو التموضع، والتعامل المجازي مع لاعبين معينين، ولعل حالة حكيم زياش تبقى مثالا صراخا على إخفاق واضح في معالجة حالة تتطلب فقط الدخول في حوار مهني مع اللاعب، والسعي إلى وصول الإقناع والاقتناع بين وجهات النظر، دون أن يكون الحل الوحيد هو الإقصاء وإغلاق الباب. وفي هذا الإطار كان الجمهور على الحق عندما نادى في الأخير بضرورة عودة لاعب أجاكس لصفوف المنتخب، مع الإشارة إلى السلوك المرفوض وغير المقبول نهائيا للاعبين نبيل درار ويونس بلهندة بعد نهاية المباراة، عندما هاجما الجمهور لا لشيء، إلا لأنه طالب باستعادة لاعب متميز يمكن أن يقدم الإضافة المطلوبة، عكس بعد العناصر الاحتياطية التي تبحث فقط عن الصفة الدولية لتحسين سجلها الشخصي…