أثارت الهويٌة السياسية لحزب الأصالة والمُعاصرة، جدلاً واسعاً في صفوف أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد التقرير المذهبي للحزب، بسبب إختلاف مرجعياتهم وهوياتهم، إذ أن التنظيم يضم قياديين وأعضاء قادمين من مختلف الأحزاب المغربية، اليمينية والليبرالية واليسارية. وتعرف أشغال اللجنة المكلفة بإعداد التقرير المذهبي ل”البام”، نقاشات قوية بين تيار “اليساريين” وتيار “المحافظين”، حول هوية الحزب التي لن تكون “إشتراكية” كما تمٌ تداوله إعلامياً، يقول قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة لموقع “برلمان.كوم”، مُشيراً إلى أن “هويٌة البام” سيتم التوافق عليها من طرف جميع التيارات والحساسيات السياسية والفكرية المنضوية تحت يافطة حزب الأصالة والمعاصرة، رغم تخوف بعض القياديين و”الأعيان” من تغيير هوية الحزب وهيمنة اليساريين، وتحويله إلى هيأة يسارية، يفرض فيه اليساريون توجهاتهم. وهكذا يقول مصدرنا، سيكون المنتصر هو الحزب، وستجد كل التيارات مكانتها الطبيعية في إطار توافق مؤسس له فكريا وتنظيميا، من دون مزايدة ولا تطاحن، مشددا على أن “البام في حاجة اليوم لكل ابناءه ووحدة الحزب هي اكبر تحدي وهي اولى الاولويات”. ولم يستبعد مصدر موقع “برلمان.كوم”، أن تفضي إجتماعات اللجنة المكلفة بإعداد التقرير المذهبي للحزب، التي تترأسها شخصيات يسارية، إلى الإتفاق على إختيار “طريق ثالث”، وهو إقرار مكانَ الحزب هو “يسار الوسط”، بإعتباره ” ذي توجه منفتح، وطابع اجتماعي و إنساني، وهو منهج ديمقراطي بمضمون اجتماعي يجمع بين الأصالة و التحديث و باستطاعته لعب دور سياسي هام في واقعنا الحالي”. وأضاف المصدر أن ذلك من شأنه إنهاء الجدل الواسع لدى المهتمين بالحقل السياسي والمنابر الاعلامية بالمغرب٬ حول الهوية الفكرية والسياسية للأصالة والمعاصرة. وسيكون لإعلان حزب الأصالة والمعاصرة، عن هويته الحزبية، تأثير على تحالفاته الحزبية في ظل ما تفرزهُ الإستحقاقات الإنتخابية من تقدم قويٌ للأحزاب المحافظة، مما سيضطر ب”البام” إلى مراجعة تحالفاته السياسية مستقبلاً، رغم أن مواقفه من قضايا الهوية والصراع السياسي كانت منسجمة مع إختياراته التقدمية الحداثية.