قال الملك محمد السادس، في خطاب وجهه إلى المشاركين في القمة الثانية لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي بجوهانسبورغ، إن المغرب سيواصل “مشاطرة الصين التجربة التي راكمها والخبرة التي اكتسبها، وذلك في سبيل تحقيق تعاون ثلاثي غني ومتنوع، على أساس شراكة مربحة لكل الأطراف”، مشيرا إلى أن “تنسيق العمل المشترك وإطلاق تعاون براغماتي، ينبني على مبدأ الاستفادة المتبادلة والتنمية المشتركة”. وأضاف الملك في خطابه الذي تلاه رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، أن تطوير وتنمية العلاقات الصينية الإفريقية “خيار استراتيجي نلتزم به ونحرص كل الحرص على تحقيقه”. واعتبر الملك أن منتدى التعاون الصيني الإفريقي يشكل منبرا للحوار السياسي في إطار التعاون جنوب جنوب، واعتماده كآلية للتعاون الثنائي بين الصين وإفريقيا. وتابع قائلا “المنتدى سيمكننا من تطوير نموذج فريد ومتعدد الأبعاد، لشراكة تجمع بين العبقريتين الإفريقية والصينية”. وأشاد محمد السادس بالدور الذي تلعبه الصين من خلال “مساهمتها في تنمية القارة الإفريقية وتضامنها المثالي مع بلدانها”. وفي هذا الصدد، أشاد الملك بمبادرة الرئيس الصيني شي بينغ، الذي أطلق “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد” و”طريق الحرير البحري للقرن 21″، معتبرا أن ” هذه المبادرة التاريخية تنم عن رؤية استراتيجية حقيقية للعلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، وتسعى لتعزيز الروابط التي تجمع بين آسيا وأوروبا وإفريقيا”. وأضاف أن المملكة المغربية” بفضل موقعها الجيو-ستراتيجي، يمكن أن تلعب دورا بناء في ضمان امتداد طريق الحرير البحري، ليس فقط نحو الواجهة الأطلسية لأوروبا، بل وبصفة خاصة نحو بلدان غرب إفريقيا، التي تجمعها ببلدي روابط متعددة الأبعاد”. وفي استعراضه للبعد الإفريقي في سياسة المغرب، جدد الملك التأكيد على أن المغرب يحرص على إيلاء أولوية خاصة لتنفيذ مشاريع ملموسة ومهيكلة مع البلدان الإفريقية، “في إطار سياسة للقرب، تضع الإنسان في صميم أولوياتها” .