يبدو أن الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمغرب، أصابت نظام العسكر بالجارة الشرقية بالسعار، ودفعت به لحشد أتباعه لمهاجمة المغرب والادعاء بأن هذه الزيارة تستهدف الجزائر بالأساس، وهو ما صرح به رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل أول أمس الخميس، حينما قال بأن "الأعداء يتجندون أكثر فأكثر لعرقلة مسار الجزائر. ولعل من هو غير مطلع على أحوال الجزائر والأزمات التي تعيشها قد يصدق تصريحات صالح قوجيل الذي وضعه نظام شنقريحة على رأس مجلس الأمة الجزائري، لكن المتابعين للوضع بالجزائر يعلمون جيدا بأنها تعيش أزمات معيشية خانقة، وصلت حد وقوف المواطنين الجزائريين بطوابير طويلة لساعات للحصول على قنينة زيت وكمية من السميدة وخضرة البطاطس ومواد غذائية أخرى عجزت دولة تتوفر على الغاز والنفط عن توفيرها لمواطنيها، ولا حاجة للمغرب لاستهداف الجزائر التي تعاني من سياسة نظام عسكري إرهابي. ومن يدري؟ فقد تتهم الجزائر المغرب وإسرائيل بالتسبب في هذا الوضع الكارثي الذي يعيشه هذا البلد الذي يشكل نظامه الاستثناء في المنطقة، ولا يتوانى عن محاولة التدخل في شؤون الدول المجاورة، محاولا غض الطرف عن ما يعانيه الشعب الجزائري من مآس وكسب تعاطف الجزائريين، من خلال ادعاء المظلومية وتبني خطاب الكراهية ضد إسرائيل والترويج لدعم فلسطين والوقوف والتضامن مع الفلسطينيين وإن كان ذلك التضامن بالكلام فقط. إن نظام العسكر بالجزائر تأكد له بأن المغرب ماض في مساره وغير آبه بما يصدر عن كابرانات قصر المرداية وإعلامهم الغبي، من خلال الانفتاح على القوى الكبرى في العالم وعقد شراكات معها، وهو مالم يستسغه النظام الجزائري الذي يدعي بأنه القوة الإقليمية الأولى بشمال إفريقيا، رغم أن الواقع كشف على أن هذه القوة تعيش أوضاعا كارثية على صعيد العديد من المجالات بسبب سياسة نظام العسكر الذي طالبه الجزائريون خلال الحراك الشعبي بالرحيل وإقامة دولة مدنية تحفظ لهم حقوقهم.