يخلد الشعب المغربي اليوم الخميس، الذكرى ال66 لعيد الاستقلال، وهي مناسبة للتعبير عن التحام العرش والشعب، دفاعا عن الوطن وتحريره من الاستعمار بشكل نهائي. ففي يوم 18 نونبر من كل سنة، يحتفي المغاربة بعيد استقلال المملكة المغربية، حين تخلصت من الاستعمارين الفرنسي والإسباني في عام 1956، بحيث تعتبر إحدى المحطات المضيئة في تاريخ المغرب الحديث، إذ جسدت انتصارا للشعب والعرش في معركة نضال طويلة، ضمانا للحرية والكرامة، واسترجاعا للحق المسلوب. فبعد سنوات من الكفاح الوطني، انخرط فيه أبناء الشعب المغربي، واصطف إلى جانبه العاهل المغربي الراحل، الملك محمد الخامس، إذ رفض الخنوع لسلطات الاحتلال، ودافع عن استقلال بلاده ووحدتها، وتمكن من انتزاع حرية بلاده. وكان الملك الراحل محمد الخامس قد سافر في التاسع من أبريل عام 1947، إلى مدينة طنجة، التي كانت تحت الوصاية الدولية آنذاك، ومن هناك ألقى خطابه التاريخي، الذي أكد فيه تشبث المغرب، ملكا وشعبا، بحرية الوطن ووحدته الترابية، وتمسكه بمقوماته وهويته. وبفضل الإرادة القوية للأمة المغربية، انهارت مخططات المستعمر الأجنبي بعد عامين من النفي لتعود الأسرة الملكية من المنفى عام 1955، ويبزغ فجر الحرية والاستقلال، حيث زف الملك الراحل محمد الخامس، لدى عودته من المنفى، بشرى انتهاء نظام الوصاية والحماية الفرنسية. كما تحتفل المملكة المغربية، أيضا في يوم 20 غشت من كل عام، بذكرى ثورة الملك والشعب، باعتبارها مناسبة مهمة تدرك من خلالها الأجيال الجديدة حجم التضحيات التي بذلها أجدادهم للتحرر من الاستعمار، واسترجاع استقلال المغرب. وكان المغاربة بمجرد دخول الاستعمار الفرنسي إلى المملكة منذ عام 1912، قد جسدوا بكل شجاعة وإصرار مظاهر مختلفة للمقاومة والتشبث بحرية الوطن ووحدته، إذ بذلوا الغالي والنفيس في سبيل كرامة الوطن والدفاع عن مقدساته ووحدته الترابية. وبتخليد هذه الذكرى الحافلة بالرموز والقيم، يجدد الشعب المغربي التأكيد على موقفه الثابت للتعبئة العامة والانخراط الكلي في الملاحم الكبرى للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب وقيم الانفتاح والوسطية والحوار، كما تبرهن على إجماع المغاربة وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز المحن، ودليلا على التشبث الوثيق بمقدسات الوطن الذي أبان عنه جميع المغاربة من طنجة إلى الكويرة. وسيرا على نهج الملك الراحل محمد الخامس، ومن بعده الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، يشهد المغرب تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس العديد من الأوراش التنموية والإصلاحات الكبرى التي همت مختلف المجالات.