مؤامرة بيغاسوس للتجسس قصة محبوكة و لربما كانت هي آخر كرتوشة في يد العدو الداخلي قبل أن تنكشف أسماء طالما كنا كمغاربة نتساءل عن مدى ولائهم لهذا الوطن! بيكاسوس و أرقام هواتف لصحفيين ليس في تاريخ كتاباتهم ما يطبع الذاكرة بقدر ما طبعوا حانات وسط الدارالبيضاء بفضائحهم في ليالي عاقروا فيها الخمر و شهد عليهم الشاهدون أن " شرابهم ما كيساليش بخير". و الغريب أن في قائمة التجسس ، نفس الأسماء، أشخاص من دائرة معروفة، حتى يتساءل المتسائل أليس في البلد غيرهم؟ طبعا، من أجل خلط الأوراق كان لا بد من وضع اسم الملك! شيئين مثيرين في المسألة: أولا محاولة زعزعة الثقة و التشويش على المؤسسة الأمنية، و ثانيهما إدراج أسماء راجت قضاياهم أمام المحاكم أو تبتث علاقتهم بملفات سوداء....كمن يحاول تبييض الوجه بتواجد اسمه في قضية "تجسس كبيرة"...حتى اسم ملك البلاد فيها! القصة منذ البداية لا تستقيم، فلو اعتمد المغرب سلاحا تكنولوجيا، فمن المسلمات أن استراتيجيات الدولة لها آليات و هيآت تقرر فيها، فكيف تخرج اليوم إلى العلن بمجرد تحقيق صحفي....و بهذه السهولة؟ كان سيكون ذلك أكثر مصداقية لو أن مع فوربيدن ستوريز و منظمة العفو الدولية، اللتان تستندان حصرا على تكهنات بحتة أسماء تنتمي إلى مركز القرار في المغرب او خارجه... ربما كنا نستطيع تصديق شيئ مما ورد! و لكن المقال ليس سوى تجميع لنفس الأسماء التي تقتات منذ سنوات على ملفات وهمية أبطالها استطاعوا تحقيق أرباح مهمة بوعود لجهات معروفة بعدائها للوطن. جهات كلما اشتدت وثيرة التحول الديموقراطي داخليا كلما سقطت رؤوس منها.....و هذا طبعا لا يروق لمن خان و يعلم في قرارة نفسه أن زمن الضبابية قد ولى و أنه مفضوح لا محالة.... ماض في طريقه، هذا التحول الديموقراطي لم يسقط فقط عصابة داخلية مارست ابتزازها للدولة منذ مدة، بل هذا التحول فرض على المغرب اللجوء الى القضاء لمتابعة كل شخص أو هيئة وجهت له اتهامات مطالبا اياها بتقديم الدليل أو تحمل تبعات افترائها الكاذب أمام القضاء. و ها هي نتائج أول التحقيقات تخرج للعلن، و اسبانيا تفضح المخابرات الفرنسية التي تجسست على ماكرون و الصحافة الاسبانية تكشف اسرار هذا التجسس وتبرّئ المخابرات المغربية, فاستنادا لمصادر إسرائيلية، قالت الصحافة الاسبانية ان المغرب لا يملك نظام پيگاسيوس، ولم يتجسس على الرئيس الفرنسي بل ان المخابرات الفرنسية هي من تملك نظاما شبيها اشترته بثمن بخس من شركة اماراتية، واستعملته للتجسس على رئيسها ايمانويل ماكرون. ما ان استشعرت المخابرات الفرنسية اقتراب موعد افتضاح امرها حتى سارعت إلى تسخير جريدة لوموند من أجل تمويه فعلها اللاأخلاقي، بل والجرمي، بإلصاق التهمة بالمخابرات المغربية، بغرض إضعاف مواقف المغرب في الدفاع عن مصالحه الحيوية الدولية فيما يتعلق بصحرائه. و لكن، هذافقط يبرئ المغرب و كل مغربي حر ببراءة بلده مؤمن منذ البداية...المطلب اليوم و الذي صار ملحا في نفوسنا كمغاربة هو محاسبة من هم محسوبون علينا و ليسوا ابدا منا! فقضية بيكاسوس أخرجت للعلن من يعيشون معنا على أرض الوطن و يكنون له عداءا كبيرا...فبمجرد أن شنت الحملة ضد المغرب حتى رفع البعض الستار عن مشاعرهم و أطلقوا العنان لسمهم! دافعوا بشراسة لا نظير لها عن امنيستي و فوربيدن ستوريز، تقاسموا حرقة شنقريحة لأن حميميته مع بديعة اقتحمتها المخابرات المغربية عبر تطبيق بيكاسوس! من ذهب لربط ملفات و قضايا راجت أمام المحاكم المغربية بهذه الأزمة هو حقا خسيس. من استغل هذه الحملة ضد الوطن و شن حملته ضد المؤسسة الأمنية هو فعلا عدو لأمننا و سلامتنا جميعا، من ذهب يضرب في أعراض مغاربة و يتهمهم بالاصطفاف مع المؤسسات الأمنية ضد بعض الأسماء التي كانت ضمن اللائحة المعلومة هو حتما دمية في يد العدو و بات رخيصا في اعيننا... لذلك فدائرة الأعداء في الداخل اتسعت و انفضح امرها وان تظاهروا و حاولوا لزمن استعمال المجال الحقوقي او الصحفي كستار لأفعالهم المشينة فاليوم بيكاسوس كشفت الوجه الحقيقي لنضالهم الوهمي، هي بضع دريهمات كانت كافية لتتنكروا فيها للوطن، فرنسا انتفضت جوعا و لأنها فقدت اسواقا كبيرة، فرنسا حاولت أن تضعف المغرب لتبتزه و تستمر في استغلال خيراته، أما العدو الداخلي فهو يعادي نفسه بمعاداة بلده و اقتنى طواعية لباس الذل عند الاجانب و لباس العار بيننا نحن المغاربة!