إنه مما يدمي القلب ويدفع إلى التشاؤم بل الإحباط أن ترى وطنك رهينة شردمة تعبث بسمعته في مختلف المحافل، تفتعل القضايا وتصنع الأبطال وجهابذة الفكر وألمع الكتاب والمحققين من أفراد نكرة. إن اللغط المثار حول أشباه صحفيين بلا ماض ولا تكوين يذكران هما الراضي والريسوني وقبلهم مهرج يدعى شفيق العمراني وقبل ذلك مفكر لا يشق له غبار في اختلاس أموال الجمعيات وقبل ذلك من سياسي ومحام فاشل تقف وراءهم حفنة ممن باعوا ضمائرهم من أمثال بوبكر الجامعي ورضا بنشمسي وعلي لمرابط ممن يقتاتون على فتات إحسان من يبحث عن قضايا او ممن يتسول في غرف انتظار المخابرات الأجنبية. ومما يحز في النفس أن تجد لجعجعة هؤلاء جميعا صدى لدى بعض المنتخبين والمحامين الذين ينصبون أنفسهم للدفاع عن حيل وأكاذيب هؤلاء دونما تمحيص، وكأن بياناتهم وتصرفاتهم وتدويناتهم كتب منزلة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. وتصير المصيبة أعظم عندما تنطلي الحيلة على أناس لهم رمزيتهم كبنسعيد أيت يدر وغيره الذين يركبون الموجة دون معرفة اتجاه الرياح، فيبدؤون بالرقص كالصم دون حتى سماع الإيقاع. إن جميع مؤسسات الدولة المعنية من قضاء وبرلمان وأحزاب سياسية مدعوة للتعبير عن مواقفها وبكل شجاعة وبكل ما تتطلبه الوطنية الحقيقية والفعلية من صرامة. إنه من العبث أن تصرح إدارة من الإدارات بأن سجناء معنيين غير مضربين عن الطعام ويتم تكذيبها بصفة مباشرة وأخرى غير مباشرة في قبة البرلمان، ويصبح من يدعي أنه مضرب عن الطعام لمدة 3 أشهر محقا وهو يقوم بالتصريح للصحافة ساعة خروجه وهو واقف ويمشي على رجليه وآخر لمدة ما يقارب شهرين وهو سليم معافى.فهل نحن أمام بشر أم أمام ملائكة؟ كفى من العبث بهذا الوطن، كفى من السكوت الذي يصم الآذان من طرف أصحاب "قلبي مع علي وسيفي مع معاوية". وطنكم في حاجة إلى يقظة ضمير حي يعلو صوته على الطبول الفارغة.