لا يمكن أن تمر العملية الأخيرة للمخابرات المغربية والتي جنبت الولاياتالمتحدةالأمريكية- أقوى دولة في العالم- ضربة إرهابية كانت ستودي بحياة العديد من الأبرياء بمدينة نيويورك، دون الوقوف عندها، واستنتاج مجموعة من الإشارات التي توضح بما لا يدع مجالا للشك، بأن عمل المخابرات المغربية ممتد إلى الخارج ولا يقتصر فقط على ما هو داخلي. وفي هذا السياق أوضح المحلل والخبير العسكري محمد شكير، لموقع "برلمان.كوم"، بأن المخابرات المغربية تحظى بأهمية كبيرة وسط الأجهزة الاستخباراتية العالمية، خاصة في مواجهة العمليات أو المخططات الإرهابية للحركات المتطرفة، الشيء الذي تفسره الإشادة بالأجهزة المغربية، سواء من طرف فرنسا أو إسبانيا أو بلجيكا، مضيفا، بأن الخرجة الإعلامية الأخيرة لمدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، أشار فيها إلى مدى التعاون بين الأجهزة المغربية وبين مختلف الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية والأمريكية. وأوضح ذات المتحدث، بأن اهتمام وسائل الإعلام مؤخرا بخبر تجنيب المخابرات المغربية الولاياتالمتحدة الهجمة الإرهابية التي كان يخطط لها أحد الجنود الأمريكيين، بفضل المعطيات التي حصلت عليها السلطات الأمريكية من الأجهزة الاستخباراتية المغربية، يعكس الكفاءة والإمكانيات التي أصبحت تتوفر عليها الاستخبارات المغربية للحصول على المعلومات واستباق أي مخطط إرهابي، خاصة في هذه على المستوى الأوروبي أو الأمريكي. وأشار ذات المحلل والخبير العسكري، إلى أن ما يكرس تعاون المغرب مع دول خارجية في مجال العمل الاستخباراتي، هو الزيارة الأخيرة التي قام بها السفير الأمريكي ديفيد فيشر، قبل نهاية ولايته، لمقر المديرية العامة للأمن الوطني واستقباله من طرف المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي. وأضح شكير أن هذه الزيارة تكشف إعتراف الولاياتالمتحدة وسلطاتها بالدور الكبير الذي تلعبه الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية في هذا الإطار، وهذا بطبيعة الحال حسب ذات المتحدث، يرتبط بكون المغرب حليف رئيسي للولايات المتحدة الأمركية منذ إعلانها عن استراتيجية لمحاربة الإرهاب منذ 2011، حيث ظل هناك تعاون وثيق بين البلدين في هذا المجال، ويبقى هذا الخبر المرتبط بإحباط المخابرات المغربية للعملية التي كانت تستهدف الولاياتالمتحدة جزء من هذا التعاون الوثيق في المجال الاستخباراتي ما بين المغرب والولاياتالمتحدة. هي إذن رسائل مباشرة لمن طالب بالأمس بحل الأجهزة الأمنية المغربية التي يضرب لها ألف حساب دوليا وإقليميا، نظرا لما تقوم به من عمل يحفظ أمن المغاربة وأمن شعوب دول عديدة عبر العالم، بفضل المجهودات التي يقوم بها المدير العام للأمن الوطني منذ توليه مسؤولية تدبير هذه المؤسسة الأمنية، والطفرة الكبيرة التي شهدتها في عهده، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب، الشيء الذي يفسره تجنيب بلدنا مجموعة من المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف عدة مدن بالمملكة، ناهيك عن دورها في تجنيب دول أخرى هجمات محتملة تم إحباطها قبل تنفيذها.