تصدّرت مقاطع "روتيني اليومي" قائمة الأشرطة الأكثر مشاهدة على تطبيق "يوتيوب" خلال الفترة الماضية، حيث توثّق بعض النساء يومياتهن بالصوت والصورة في غياب تام للمراقبة، إضافة إلى المحتوى "التافه"؛ الأمر الذي أثار حفيظة عدة فاعلين بمجال صناعة المحتوى الرقمي. وبهذا الخصوص أكد فؤاد بلمير، المحلل الاجتماعي في تصريح ل"برلمان.كوم" أن ارتفاع نسبة مشاهدة مقاطق "روتيني اليومي" وتحول هذه المواقع نحو مسار التفاهة أملته سياقات الإنتاج ومقامات التلقي، وأوضح قائلا: اليوم وبحكم هذه التحولات تبلورت أدوار جديدة، وانتقلنا إلى مجتمع يطغى عليه الكسل والتفاهة. وتابع، "هنا يمكن إدراج ظاهرة استغلال وسائل التواصل للوصول إلى شكل من النجومية المصطنعة في خضم مجتمع شبكي تجاوزت فيه العلاقات التواصلية الحدود المكانية، وتعالت على ما هو قيمي ثقافي". واعتبر بلمير، "أن مسار الحد من زحف التفاهة أمر صعب إن لم نقل مستحيلا لاعتبار وحيد، هو كون الجهل والتفاهة أفرزها تشجيع مثل هذه الظاهرة الغريبة وذلك عن رعايتها والترويج لها"، مستطردا لأنه "عندما تجتمع التفاهة والكسل تنتج لنا مواطنا مُستهلكا لأي شيء". وفي المقابل قال ذات المتحدث، إن سر عدم تفاعل المجتمعات المتقدمة مع المضامين التافهة كمقاطع الفيديو المتضمنة لمشاهد وإيحاءات جنسية تحت عنوان "روتيني اليومي" على الشبكات الاجتماعية هو كونها تتوفر على ثقافة تكنولوجية جد متقدمة، الأمر الذي يساعدها في الاستعمال العقلاني للتكنولوجيا الجديدة. وأوضح بلمير أن مجتمعات العالم الثالث، وضمنها المغرب، لا تدرك هذه التكنولوجيا، ومع ذلك تستعملها، بالإضافة إلى غياب عقل نقدي ونسق فكري يؤهلانها لطرح الأسئلة وإعادة طرحها.