أكد المحلل ومدير المركز الرواندي للأولويات الاقتصادية والسياسية، الكسيس نكورونزيزا، أن الافتتاح المرتقب لقنصلية أمريكية ذات طابع اقتصادي بالداخلة، وزيارة الصحراء المغربية من طرف وفد أمريكي رفيع المستوى بقيادة مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، يؤكدان على "الدور المحوري للمغرب" في الاستقرار والازدهار الإقليميين. وأوضح المحلل الرواندي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الإدارة الأمريكية واعية بالدور المحوري للمغرب في تعزيز السلام في الشرق الأوسط والاستقرار والتنمية في إفريقيا، وهو ما جعل التعاون بين البلدين يتطور في الأسابيع الأخيرة بإيقاع غير مسبوق". وسجل أنه منذ اعتراف واشنطن بسيادة المملكة الكاملة على صحرائها، وكل يوم يأتي بإعلان تاريخي: الافتتاح المرتقب لفرع دبلوماسي أمريكي في الداخلة، والاعتماد الرسمي للخريطة الكاملة للمغرب، وتعزيز التعاون العسكري، والإعلان عن استثمارات أمريكية ضخمة في الصحراء، مشيرا إلى أن "هذه النجاحات الدبلوماسية المتتالية للرباط تعد تتويجا لعمل طويل الأمد". وبالنسبة لنكورونزيزا، فإن زيارة موقع القنصلية الأمريكية العامة المرتقبة في الداخلة من قبل وفد أمريكي رفيع المستوى تمثل تجسيدا لاعتراف واشنطن بسيادة المملكة على الصحراء وتعكس العزم الأمريكي الراسخ على وضع حد نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وتابع أن "هذا التحول غير المسبوق هو بمثابة احتفاء بالمبادرات التي اتخذها الملك محمد السادس لتكريس الوحدة الترابية للمغرب والدفاع عنها" ، كما يعد ثمرة للاستراتيجية المتبصرة للملك، والهادفة إلى إرساء جهوية متقدمة وتعزيز حقوق الإنسان وتسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وعلى الصعيد الاقتصادي، أبرز المحلل الرواندي أن القنصلية الأمريكية ذات الطابع الاقتصادي بالداخلة ستجعل من الصحراء المغربية محورا اقتصاديا موجها نحو إفريقيا وقطبا للنمو بالنسبة للشركات الأمريكية، مضيفا أن الموقع الجغرافي المتميز للمغرب يتيح له الاضطلاع بدور منصة استراتيجية للمبادلات بين المغرب وأوروبا عبر المحيط الأطلسي من جهة، وبين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء عبر موريتانيا من جهة أخرى. وبحسب المحلل، فإنه "من الواضح أن واشنطن تعول على المملكة وعلى دورها باعتبارها رائدا اقتصاديا إقليميا لتحتل مكانة في السوق الإفريقية، كما يتضح من خلال الافتتاح المرتقب لفرع الشركة الأمريكية لتمويل التنمية الدولية (DFC) بمدينة الداخلة ".