وجهت مجموعة من الفعاليات الاقتصادية والسياحية بمدينة فاس، انتقادات لاذعة لمجلس جماعة فاس، الذي يرأسه إدريس الأزمي الإدريسي، القيادي بحزب العدالة والتنمية، لإهماله مختلف المعالم السياحية والمآثر التاريخية بالمدينة. وحسب مجموعة من المهتمين بالشأن المحلي لمدينة فاس، فحجم الإهمال الذي تعرفه مختلف المآثر السياحية التي تزخر بها المدينة وكذا أبرز معالمها السياحية، بلغ مستويات قياسية خلال تولي مجلس الأزمي تسيير المدينة، فإلى جانب غياب مشاريع تثمين وتأهيل المرافق السياحية للمدينة، تعرف هذه الأخيرة إهمالا لافتا للانتباه، كضعف الإنارة العمومية بمحيطها وغياب صيانة المساحات الخضراء القريبة منها، فضلا عن الحالة الكارثية للأرصفة والشوارع المؤدية إليها، هذا دون الحديث عن الإهمال الذي تعرفه مجموعة من الساحات والفضاءات العمومية، كساحة فلورانس. وكنموذج للإهمال الذي تعرفه المآثر التاريخية لمدينة فاس، ما تعيشه قصبة مولاي الحسن أو قصبة دار الدبيبغ العلوية، وهي معلمة عسكرية تعود إلى بدايات القرن الثامن عشر، وتعتبر نموذجا فريدا في العمارة العسكرية، اتخذها السلطان العلوي مولاي عبد الله مسكنا لجنده ومخزنا لعتاده، حيث تعتبر معلمة عسكرية توثق للعمائر الدفاعية للدولة العلوية الشريفة، إلا أنها أصبحت اليوم عرضة للإهمال، نظرا لتحولها إلى فضاء للسكن العشوائي، حيث تضررت بنايتها وأسوارها الشامخة بشكل كبير، فيما أصبح مظهرها الخارجي مثيرا للإشمئزاز. وفي الوقت الذي ينتظر من المجلس الجماعي لمدينة فاس، أن يكون سباقا لاقتراح مشاريع ومخططات تروم إلى تثمين وتأهيل مؤهلات المدينة السياحية والتاريخية، والبحث عن شركاء لإخراج هذه المشاريع إلى أرض الوجود، برز خلال الآونة الأخيرة صراع وحرب للبيانات بين نائب الأزمي في مجلس جماعة فاس، البرلماني محمد الحارثي، وبين المجلس الجهوي للسياحة، الأمر الذي خلق حالة احتقان بين هاتين المؤسستين الحيويتين، اللتان يعول عليهما كثيرا لإعداد مخطط استراتيجي لفترة ما بعد جائحة كورونا، من أجل خلق انتعاشة سياحية واقتصادية تنقذ المهنيين في قطاع السياحة ومئات الصناع التقليديين وأرباب المحلات التجارية بالمدينة القديمة من شبح الإفلاس.