علم "برلمان.كوم" من مصدر من داخل "البيجيدي"، أن سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية القائد للحكومة، غاضب من شبيبة حزبه بسبب مذكرة "مبادرة النقد والتقييم لمطالبة المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بعقد مؤتمر إستثنائي"، التي رفعتها هذه الأخيرة إلى الأمانة العامة، حيث وصفها لمقربيه بأنها عبارة عن "مذكرة للإنقلابيين عن الشرعية". وأوضح المصدر ذاته، أن ما يسمى بتيار "الاستوزار" من داخل حزب "المصباح"، الذي يمثل الحكومة الحالية، ساند العثماني في غضبه وأعطى تعليماته للإداريين بالحزب من أجل رفض تسلم هذه الوثيقة، الذي جاءت حسب من صاغها كرد فعل على انسداد أفق الحوار داخل الحزب، حيث صم كل القياديين آذانهم عن سماع النقد من أجل تقييم مرحلة العثماني. وأشار مصدرنا إلى أن مذكرة الشبيبة، حملت بين ثنايها رغبة قوية من أجل عودة بنكيران إلى أضواء الركح السياسي، لاسيما بعد أن أفل نجمه ولم تعد له أي "مكانة" رمزية داخل الحزب، هذا بالإضافة إلى أنها اعتبرت مرحلة العثماني ب"الهزيمة التي لحقت بالحزب". وفي سياق متصل، اعتبر العديد من المتتبعين والمهتمين بالشأن السياسي المغربي، أن هذه المذكرة من شأنها أن تفتح نقاشا سياسيا داخل "البيجيدي" الذي اعتاد قياديوه سماع الصوت الواحد، مشيرين إلى أن ذلك قد يتسبب في خلق شرخ بين قيادات الحزب وتشكيل تيارات قد تشتت الحزب وتضعفه بشكل كبير خلال الاستحقاقات القادمة. وبين قبول المذكرة ورفضها من قبل القيادة الحالية "للبيجيدي"، يبقى السؤال الملح، هو: "من يقف وراء هذه المذكرة التي عبرت عن غضبها من القيادة الحالية للحزب في هذا الظرف الحساس ؟، و"إلى أي حد سيقاوم العثماني وتيار الاستوزار مطالب الشبيبة التي أعلنت تمردها على بعد أشهر من الاستحقاقات؟.