يعيش القطاع السياحي في جزر الكناري كابوسا حقيقيا إذ بالكاد بعد أن خرج من وضعية جد معقدة جراء حالة الطوارئ الصحية، التي شلت مختلف الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية في إسبانيا كلها لمدة ثلاثة أشهر بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، أصبح الأرخبيل يعيش وضعا متأزما بسبب الأزمة السياحية التي عصفت بكل الآمال التي عقدها المسؤولون على هذا القطاع لإنقاذ ما تبقى من الموسم الحالي. وحسب مصادر متطابقة، فقد فقدت جزر الكناري منذ بداية العام الحالي ثلاثة ملايين سائح بعد تعليق الرحلات الجوية وشل النشاط الاقتصادي بين شهري مارس ويونيو. وراهن المهنيون والفاعلون في القطاع على استعادة بعض ما ضاع بعد إعادة فتح الأجواء الأوربية منتصف شهر يوليوز الماضي، خاصة مع تحسن الوضع الوبائي وانحسار انتشار العدوى ما فتح بارقة أمل في معاودة الانتعاشة إلى الأرخبيل المعروف باستقطابه لملايين السياح الأجانب، الذين يفدون على مدار العام نحو الوجهات السياحية المشهورة التي يزخر بها . ودفع تدهور الوضع الوبائي بالأرخبيل المهنيين والفاعلين في القطاع السياحي إلى التعبير عن تشاؤمهم خاصة مع خشيتهم من احتمال إلغاء الرحلات الجوية القادمة من ألمانيا، وهو الإجراء الذي أقدمت عليه بالفعل بريطانيا التي تعد السوق الرئيسية الموجهة للسياح نحو جزر الكناري بما مجموعه 5 ملايين سائح من أصل 13 مليون سائح أجنبي زاروا الأرخبيل في عام 2019 . وأشارت بيانات المعهد الوطني للإحصاء وكذا المعطيات الخاصة بالحركة السياحية والرحلات الجوية إلى أن جزر الكناري تبقى من بين أكثر الجهات في إسبانيا تضررا من تراجع القطاع السياحي بعد رفع حالة الطوارئ الصحية، حيث لم يتجاوز عدد السياح الأجانب الذين وفدوا إلى الأرخبيل خلال شهر يونيو الماضي 2201 سائحا وهو ما يمثل انخفاضا كبيرا قدرت نسبته ب 8 ر 99 في المائة مقارنة بنفس الشهر من عام 2019 الذي سجل زيارة 931 ألف و 782 سائحا .