استأثَر موضوع انتخاب رؤساء الجهات باهتمام مختلف ّ الصحف الوطنية في أعدادها ليوم الثلاثاء (15 شتنبر)، حيث خصّصت حيزاً واسعاً لتقديم نتائج “الناخبين الكبار” وتسليط الضوء على أبرز ما أسفَر عنه أول استحقاق تكميلي للاقتراع 4 شتنبر. عن هذا الموضوع، تكتبت جريدة “الأحداث المغربية” أنه تمّ احترام منطق الأغلبية العدَدية في انتخاب رئاسة الجهات، حيث لم تخرُج نتائج الانتخابات عن توقعات الحسابات العددية التي ظلّت تُسنِد لتحالف الأغلبية الحكومية رئاسة خمس جهات، مقابل سبع جهات لأحزاب المعارضة.
إلا أن “الأحداث المغربية” تصف اكتفاء حزب العدالة والتنمية برئاسة جهتين فقط إلى جانب أحزاب، الاستقلال، الحركة الشعبية، التجمع الوطني للأحرار ب”المفاجأة” على اعتبار أن حزب بنكيران تصدّر نتائج الانتخابات الجهوية (174 مقعدا).
من جهتها، علّقت جريدة “أخبار اليوم” على نتائج رئاسة الجهات بالقول “حسابات الناخبين الكبار تُعطي خمس جهات للبّام واثنتين للبيجيدي والاتحاد الاشتراكي يخرج خاوي الوفاض”، وتضيف مُفسّرة هذه النتائج بأن “مزوار طَعن بنكيران من الخلف وإلياس العماري سرَقَ جزءاً من نصْر العدالة والتنمية”.
وأشارت الجريدة ذاتها، إلى أن حسابات الناخبين الكبار مُختلفة كُلّياً عن إرادة الشعب، فالحزب الذي حصَل على أكبر عدد من المقاعد في مجالس الجهة (العدالة والتنمية 25.66%) لم يحصل إلا على رئاسة جهتين، فيما فاز الحزب الذي حصل على الرتبة الثانية في انتخابات الجهات من حيث عدد المقاعد (19.47%) على رئاسة خمس جهات. جريدة “الصباح” كتبت على صدر صفحتها الأولى “رفاق العماري يكتسحون الجهات” ، مُشيرةً إلى أن “البّام” سيرأس خمس جهات من أصل 12 ، أبرزها جهة الدارالبيضاء–سطات التي آلت إلى الأمين العام لحزب “الجرّار” مصطفى باكوري بعدما أمّنَ له منصف بلخياط، القيادي بحزب التجمّع الوطني للأحرار، أغلبية شبه مريحة، على حساب شريكهم في التحالف الحكومي، عبد الصمد حيكر، من العدالة والتنمية.
جريدة “الأخبار” أورَدَت أن ثلاث أحزاب تتهم حزب بنكيران بالتحالف مع الفساد في الخميسات، حيث نظمت أحزاب ، الاستقلال، الأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية وقفات احتجاجية على امتداد أربعة أيام أمام مقر الكتابة الإقليمية لحزب “المصباح” لفضّ تحالف مرشحي “البيجيدي” مع أحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي، زائد لائحة المستقلين، بدعوى أن حزب العدالة والتنمية اختار الاصطفاف في جبهة الفساد.
ذات الجريدة اهتمت بموضوع، إعلان حزب الاستقلال فكّ ارتباطه بحزب الأصالة والمعاصرة في المعارضة، مشيرةً إلى أن “شباط يلعب الورقة الأخيرة”، ونقلت عن قيادي بحزب “الميزان” لم تُسمّه، تأكيده بأن التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة فرضته مرحلة سياسية معينة بعد خروج حزب الاستقلال من الحكومة إلى المعارضة، وأن التحالف كان على المستوى البرلماني ولم يكُن على المستوى السياسي أو الانتخابي.
عن الموضوع ذاته، قالت جريدة “المساء” إن حميد شباط قام بخطوة مفاجئة هزّت المشهد الحزبي ساعات قليلة قبل انتخاب رؤساء الجهات، بقلبه للطاولة على الأصالة والمعاصرة ومسارعته إلى طَلَب وِدِّ بنكيران، هذا الطّلَب الصادر عن الأمين العام لحزب الاستقلال، استقبلته قيادات “البيجيدي” بكثير من الحَذَر، تُضيف الجريدة المذكورة، على اعتبار أنه قد يكون “تكتيك” مماثل لِما نهَجه ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بمهاجمته ل”البّام” والتهديد بدعم “البيجيدي”، قبل أن ينقلِب على ذلك ويظفر بمنصب وزاري.
الجريدة نفسها، قالت إن تعديلاً ينتظر حكومة بنكيران، لتعويض منصب امحند العنصر، وزير الشباب والرياضة، الذي اختارته أحزاب التحالف الحكومي ليقود جهة فاس – مكناس، بسبب تنافي منصب رئيس جهة مع منصب عضو في الحكومة، مُضيفةً نقلاً عن قيادي في حزب العدالة والتنمية أنه من المستبعد أن يستقيل كلٌّ من ادريس الأزمي الإدريسي وعبد العزيز العماري من الحكومة ليتفرَّغا لرئاسة مجلسي فاسوالدارالبيضاء على التوالي، مادام القانون لا ينص على تنافي تولي منصب رئيس مجلس مدينة مع صفة عضو في الحكومة.