تظاهر عشية أمس الأحد وسط مدريد، حوالي 2500 شخص، احتجاجا على إلزامية ارتداء الأقنعة الواقية وغيرها من القيود الأخرى التي تم فرضها من طرف السلطات الإسبانية، في محاولة للتصدي لتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد . ووحسب وسائل إعلام إسبانية، تجمع المئات من الأشخاص استجابة لدعوة للتظاهر التي انطلقت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، عشية الامس، تحت العلم الإسباني الذي يتوسط ساحة ( كولون ) وسط العاصمة مدريد، وهم يحملون لافتات تدين هذه التدابير والإجراءات وهم يرددون شعارات تنتقد هذه التدابير من قبيل ( الحرية الفيروس غير موجود القناع يقتل لسنا خائفين وغيرها ). ورفع المشاركون في هذه التظاهرة شعارات ضد الحكومة التي اتهموها ب "انتهاك حقوق الإنسان"، وبأنها وراء "خلق وباء زائف"، وطالبوا منظمة الصحة العالمية بوقف بروتوكولاتها، مشددين على أن الأصحاء لا يجب عليهم ارتداء الأقنعة الواقية " لأنها بتعبيرهم " تعد تعذيبا حقيقيا ". وقد تم فرض ارتداء الأقنعة الواقية لأول مرة في إسبانيا، أوائل شهر ماي الماضي في وسائل النقل العمومي، قبل أن يتم توسيع هذا الإجراء ليشمل جميع الفضاءات والأماكن العامة والشوارع. وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية بعد يومين من إعلان الحكومة الإسبانية، عن تدابير وقيود جديدة في محاولة لوقف انتشار عدوى الوباء، مثل حظر التدخين في الشوارع والأماكن العامة وإغلاق النوادي الليلية وقاعات الرقص مع فرض إغلاق المطاعم والمقاهي على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. وجاءت هذه الإجراءات التي تم فرضها بمختلف الجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي، بعد الزيادة التي سجلت في الأسابيع القليلة الماضية في عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس ( كوفيد 19 ) . وقد بدأ تطبيق هذه القيود الجديدة التي كان وزير الصحة سلفادور إيلا وزير الصحة الإسباني قد أعلن عنها الخميس الماضي، في محاولة لكبح انتشار العدوى أمس الأحد بجهتي ( لاريوخا ) التي تقع شمال البلاد وكذا بمورسيا ( جنوب شرق إسبانيا ) على أن تتبعهما جهات أخرى في القادم من الأيام . وتشمل هذه التدابير الجديدة التي شرع في تفعيلها قبل أيام بجهتي غاليسا وجزر الكناري إغلاق جميع النوادي الليلية وقاعات الرقص، مع حظر التدخين في الشارع العام والفضاءات والأماكن العامة إذا لم يكن من الممكن الحفاظ على مسافة أمان لا تقل عن مترين بينما أضحت المطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه الأخرى مجبرة على إغلاق أبوابها في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل . وبإقليم الباسك تعتزم السلطات المحلية إعلان حالة الطوارئ الصحية، ابتداء من اليوم الاثنين ما سيمكنها من فرض قيود وإجراءات أكثر صرامة من أجل الحد من التجمعات العامة وإعلان الحجر الصحي في المناطق ذات المخاطر الكبيرة من حيث انتقال العدوى . وسجلت إسبانيا التي تعد من بين أكثر البلدان الأوربية تضررا بالوباء حتى الآن، أزيد من 338 ألف حالة إصابة مؤكدة بالفيروس وحوالي 29 ألف حالة وفاة وذلك منذ بدء تفشي الوباء بالبلاد.