أكدت "ذا بارليمانت ماغازين" على عمل المغرب المثالي، ودوره الجوهري في تطوير نموذج فلاحة منيعة بإفريقيا، لاسيما في سياق أزمة فيروس "كوفيد-19". وأشارت المجلة الأوروبية ضمن روبورتاج أنجز في عدد من البلدان الإفريقية التي تستفيد من الشراكة القائمة مع قطب إفريقيا بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، أن المملكة كثفت من عملها الميداني من خلال هذا الفرع للعملاق العالمي للفوسفاط، قصد مساعدة الفلاحين على مواجهة أزمة "كوفيد-19′′، عبر تمكينهم من مداخيل قارة لهم ولأسرهم. وأوردت المجلة نقلا عن الرئيس المدير العام لفرع المكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا، كريم لطفي الصنهاجي، توضيحه أن "نماذج الشراكة المستدامة والتآزر الجديدة ضرورية من أجل مصاحبة تحول فلاحي حقيقي في إفريقيا"، مستدلا بنموذج برنامج "ويمن إن ذي أغريبوستر" بغانا. وحسب المجلة الأوروبية، فإن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، المدعومة بخبرتها الفلاحية وبرنامجها الوازن "أغريبوستر"، تعتبر فاعلا طلائعيا في إفريقيا، مذكرة أنه منذ 2016، كان لهذا البرنامج الشمولي وقع نوعي على الفلاحة الإفريقية، بما يعود بالنفع على 300 ألف منتج صغير عبر كل من غانا، ونيجيريا، والسنغال، والكوت ديفوار. وأضافت المجلة أن برنامج "أغريبوستر" ساهم في الرفع من العائدات بنحو 40 في المائة، وساعد الفلاحين على الولوج للأسواق بفضل آليات التأمين والتمويل. ففي نيجيريا، توزع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الأسمدة على 50 ألف فلاحا، قصد دعم المبادرة الرئاسية لتطوير الأسمدة (بريزيدانشل فيرتلايزر إنشييتيف)، وجهود الحكومة الفيدرالية في التخفيف من الأخطار المرتبطة بوباء "كوفيد-19" في القطاع الفلاحي. وبالنسبة لمحمد حطي، المدير العام لفرع المكتب الشريف للفوسفاط بنيجيريا، فإنه "في سياق الأزمة الحالية، من الطبيعي جدا بالنسبة لنا، كفاعل منخرط في تغيير المنظومات الغذائية بإفريقيا، دعم الفلاحين". وأضاف أنه "بفضل هذا الدعم، سيكون بوسع الفلاحين المستفيدين الولوج على نحو سريع لمدخلات فلاحية ذات جودة، بما في ذلك البذور، والأسمدة، والآليات، الضرورية من أجل إطلاق الموسم الفلاحي". وذكرت "ذا بارليمانت ماغازين" بأن المكتب الشريف للفوسفاط، من خلال مؤسسته، يساهم أيضا في تحسيس الساكنة القروية بالرهانات الاجتماعية، مسجلة أنه منذ بداية جائحة "كوفيد-19′′، دعمت مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط المنظمة غير الحكومية "كوربس أفريكا"، التي توزع مستلزمات للنظافة بالسنغال ورواندا ومالاوي. وعلى المستوى التعليمي، أطلقت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، من خلال الجامعة الإفريقية محمد السادس متعددة التخصصات، مبادرة "التميز في إفريقيا"، بشراكة مع المدرسة التقنية الفيدرالية بلوزان. وأوضحت المجلة أن هذه المبادرة تروم دمقرطة الدراسة الإلكترونية، لاسيما أثناء جائحة "كوفيد-19′′، عبر تمكين 33 جامعة إفريقية، ملحقة بالشبكة الجامعية "إر.أو فوروم"، من سلسلة من الموارد البيداغوجية، من قبيل دروس مفتوحة على الإنترنيت ومنصات أخرى للتعلم الإلكتروني، التي يمكن استعمالها بحرية من قبل المدرسين والطلبة عبر إفريقيا.