سيقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من تاريخ المدن والعواصم، من بوابة سلسلة تحمل عنوان “عواصم ومعالم عبر التاريخ“، بحيث سيتم تناول تاريخ العديد من العواصم والمعالم المشهورة على المستوى العالمي. وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “عواصم ومعالم عبر التاريخ”، لتاريخ العاصمة الفرنسية باريس، والتي تعتبر من بين المدن التاريخية في القارة الأوروبية. تقع باريس على ضفاف نهر السين في الجزء الشمالي من البلاد في قلب منطقة إيل دو فرانس، حيث تعتبر باريس أكبر مدن فرنسا من حيث عدد السكان. وظلت باريس منطقة فائقة الأهمية لما يزيد عن ألفي عام، ومع مطلع القرن الثاني عشر، أصبحت باريس مركزاً أوروبياً للتمويل والدبلوماسية والتجارة والأزياء والعلوم والفنون وأكبر مدن العالم الغربي حتى أوائل القرن الثامن عشر. باريس هي إحدى أكبر مراكز الفن في العالم، باحتوائها على ما يزيد عن 100 متحف وتضم لوحات لأبرز الفنانين العالميين. وتتوفر باريس على معالم وآثار تاريخية عديدة جعلتها قبلة سياحية عالمية، منها برج إيفل، ومتحف أورسيه، ومتحف اللوفر الذي يضم أثمن التّحف والقطع الأثرية في العالم، وقوس النصر المبني في عهد نابليون بونابرت تخليدا لانتصارات الجيوش الفرنسية. ومن معالمها الشهيرة، كاتدرائية نوتردام أو كاتدرائية السّيّدة العذراء، إضافة إلى مقبرة العظماء (البانثيون) وتضم رفات كثير من مشاهير فرنسا لعصور وحقب تاريخية مختلفة، وقصر غارنييه وهو أحد أكبر بيوت الأوبرا في فرنسا. وحسب المراجع التاريخية فإن اسم باريس مستمد من سكانها الأوائل، وهم إحدى قبائل الغال ويعرفون بباريسي، وسميت المدينة لوتيشيا إبان العصر الروماني في الفترة ما بين القرن الأول والقرن الرابع بعد الميلاد، إلا أنها سميت باريس مرة أخرى في عهد يوليان المرتد، ويعتقد أن اسم باريسي يأتي من الكلمة السلتية الغالية باريسو التي تعني الشعب العامل أو الحرفيون.