امتدت الاحتجاجات في لبنان إلى عدد من المدن، حيث شهدت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين ضد غلاء المعيشة في طرابلس شمالي البلاد، التي شكلت نقطة بدايتها. وحسب ما أفادت مصادر متطابقة، فقد أضرم المحتجون النار في عدة بنوك، وحطموا واجهاتها وشبابيك الصرف الآلي، مشيرة إلى أن الاحتجاجات اندلعت تنديدا بالصعوبات الاجتماعية المتفاقمة في مدينة طرابلس لتمتد إلى مدن لبنانية أخرى، مع إضرام النار في عدد من البنوك. وأسفرت أعمال الشغب في الليلة الماضية أيضا عن حرق سيارات وتحطيم شبابيك صرف آلي، وأصبحت البنوك هدفا للمحتجين الغاضبين من تجميد ودائعهم. وأشارت المصادر إلى أن محتجين في مدينة صيدا بجنوب لبنان ألقوا قنابل حارقة على مبنى تابع للمصرف المركزي، وهم يرددون هتاف “ثورة” وأضرموا النار في واجهة المبنى قبل أن يهشموا واجهات بنوك. وفي بيروت، نظم العشرات، وضع بعضهم كمامات طبية، مسيرة في أرجاء المدينة بينما كانوا يرددون شعارات ضد النظام المصرفي، ويدعون لبنانيين آخرين للانضمام إليهم. وفي وقت لاحق، رشقت الحشود قوات الأمن التي تمركزت أمام المصرف المركزي بالحجارة. ويحتج المتظاهرون على الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الاستهلاكية وانهيار قدرتهم الشرائية مع تدهور قيمة الليرة. ويشكو كثيرون من عدم قدرتهم على تأمين لقمة عيشهم خصوصاً خلال شهر رمضان. ومن جانبه، دعا رئيس الحكومة حسان دياب إلى وقف العنف، متهما “نوايا خبيثة” تحاول هز الأمن والاستقرار. وأضاف دياب في بيان له”نحن اليوم أمام واقع جديد، واقع أن الأزمة المعيشية والاجتماعية تفاقمت بسرعة قياسية، وجزء منها بفعل فاعل، خصوصا مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء إلى مستويات قياسية”.