تابع جمهور كثيف السهرة الرابعة من فعاليات المهرجان الدولي للثقافة والفنون “صيف الاوداية، الخميس الماضي بالمنصة الكبرى بموقع الاوداية بالرباط، التي أحياها الفنان الامازيغي أحمد دامو الذي لا يجادل أحد في كونه أحد كبار روايس الأطلس القدامى الاستثنائيين، ومبدع ما لا يقل عن 680 أغنية، وسفير للثقافة الموسيقية الأمازيغية بالمغرب. لقد تلألأ هذا النجم- رمز سوس، بنجاح لافت، في العديد من الحفلات الموسيقية عبر العالم، وخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكندا، وفرنسا، وبلجيكا، وإيطاليا، ومختلف بلدان الشرق الأوسط، والصين وروسيا، وسطع نجمه في سماء مهرجان صيف الاوداية ما جعله يسمو إلى مصاف الروايس ويستحق التشريف بجائزة “الخلالة الذهبية” الخاصة بالموسيقى الأمازيغية، التي تسلمها من طرف اللجنة الوطنية للموسيقى، برعاية اللجنة الدولية للموسيقى التي هي الشريك الرسمي لليونسكو. السهرة ذاتها تميزت بمشاركة مجموعة “رباب فيزيون” التي ألهبت حماس الجمهور الحاضر بإبداعاتها المتميزة. الفرقة التي تأسست سنة 2008 في مدينة أگادير بمبادرة من عازف الرباب الماهر فولان بوحسين، خاضت مجموعة “رباب فوزيون” مغامرة جميلة قادتها إلى خلق حركة الموسيقى العالمية الأمازيغية. لقد اعتبر البعض هذا الحلم ضربا من الخيال المستحيل التحقق، لكن الحلم أصبح واقعا ملموسا في عالم الأغنية الأمازيغية التقليدية، لأن تجربة “رباب فوزيون” أثمرت على أكثر من مستوى، ذلك أن قائدها، فولان بوحسين، استطاع أن يعيد لآلة الرباب الاعتبار الذي تستحقه على غرار العود بالنسبة للعالم العربي والقيثارة بالنسبة للغرب. وفضلا عن ذلك، فقد شرع هذا الفنان المجدد الأبواب أمام الألحان والإيقاعات الأمازيغية لكي تمتزج بتناسق مع أجناس موسيقية عالمية مختلفة من قبيل الفانك، والفري جاز، والروك التقدمي والأفرو-بوب، لذلك كانت السهرة التي أحيتها في إطار “صيف الاوداية” مناسبة لتسليمها “جائزة مكري” للموسيقى العالمية من طرف اللجنة الوطنية للموسيقى ستكرمها عن طريق منحها، تحت رعاية اللجنة الدولية للموسيقى/ اليونسكو وبتعاون مع وزارة الثقافة.