إن المتتبع للخرجة الأخيرة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، بخصوص لجنة النموذج التنموي التي عينها الملك محمد السادس، بحر الشهر الجاري، سيستشف من خلال تصريحاته أمام نقابة حزبه دخول بنكيران في حالة من “الفصامية” في الخطاب، خصوصا بعدما صرح أن “مهمة بعض المنتمين إليها هو التشكيك في الدين”، متناسياً أن حصوله على تقاعد سمين يتعارض مع جوهر الدين نفسه. خروج بنكيران بهذا الكلام الخطير الذي يستبطن رسائل مضمرة، ينم عن تغلغل عقلية “محاكم التفتيش”، داخل “البيجيدي”، وذراعه الدعوي حركة التوحيد والإصلاح، وامتلاكهم ل”تيرمومتر الإيمان” للأطر المغربية التي عبرت عن رغبتها في خدمة الوطن والمواطن وبلورة رؤية استراتيجية تنتشل المغرب من مستنقع المديونية والفقر والهشاشة الذي رمتهم به النخب السياسية بقيادة حزب “المصباح”. ويرى بعض النشطاء على المنصات الاجتماعية، أن خطاب بنكيران، ما هو إلا شطحات مفضوحة، قدمها بشكل هزلي أمام مريديه و”مناصريه” على ركح مهترئ اعتلى من خلاله كرسي رئاسة الحكومة، قبل أن يغادرها بأموال لم يدفع فيها ولا سنتيما واحدا لصندوق التقاعد الذي أوشك على الإفلاس. وحسب العديد من المحللين السياسيين، فإن خطاب بنكيران، والاتهامات التي كالها للجنة النموذج التنموي، جاء في إطار تبادل الأدوار بينه وبين رئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني، ذلك لأن الأخير لازال يمثل الدولة، لكن سلفه غادرها و”شيّعت جنازته سياسيا”، وتحول إلى “حصان” لا يراهن عليه داخل المضمار السياسي بعد الخيبات والفشل الذي أثبته في تسير شؤون البلاد. وجدير بالذكر، أن بنكيران، كان قد هاجم مؤتمر نقابة “البيجيدي”، إذ قال “لم تعجبني تشكيلة اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي التي اقترحها شكيب بنموسى وهناك أشخاص داخل اللجنة مهمتهم التشكيك في الدين” .