في ظل غياب دار الطالب والطالبة بالثانوية الإعدادية “المستقبل” بالجماعة الترابية تتاوت إقليمتارودانت، اضطر عشرات الآباء وأولياء أمور عدد من التلاميذ القادمين من دواوير بعيدة إلى كراء محلات “كراجات” بمركز الجماعة واتخاذها مسكنا لأبنائهم، حرصا منهم على متابعة دراستهم وعدم مغادرتها رغم قساوة الظروف. وحسب مصادر محلية لموقع “برلمان.كوم”، فإن عددا من التلاميذ يكترون محلات ويتخذونها مسكنا لمتابعة دراستهم، في ظل عدم توفر المؤسسة على الداخلية، وعدم تواجد مؤسسة دار الطالب والطالبة بالمنطقة قادرة على استيعاب الكم الهائل من التلاميذ المتوافدين على الإعدادية من مناطق بعيدة، رغم أن المؤسسة أشرفت على إكمال عقدين من الزمن على تأسيسها. وأضافت ذات المصادر، أن هؤلاء التلاميذ يعيشون ظروفا صعبة، وفي وضعية لا إنسانية بسبب غياب أبسط شروط العيش داخل محلات ضيقة شبيهة بالكهوف، حيث يضطرون للنوم والطبخ ومراجعة دروسهم داخل هذه المحلات، وجلب المياه الصالحة للشرب من أماكن بعيدة، مما يهدد مصيرهم الدراسي ويجعل شبح الهدر المدرسي يلاحقهم. وأوردت ذات المصادر، أن هؤلاء التلاميذ معرضون للإهمال والخطر، في ظل تكدسهم ليلا في محلات تجارية باردة تفتقر لكل مقومات العيش الكريم، ناهيك عن أن مجموعة من المخاطر تلاحقهم، من قبيل الإغتصاب أو الاحتراق حيث يضطرون للطبخ على قنينات غاز صغيرة والإستعانة بالشموع ليلا. وأوضحت ذات المصادر، أن قرابة 50 تلميذا وتلميذة من الحاصلين على الشهادة الابتدائية لم يلتحقوا بالإعدادية نتيجة غياب مكان يأويهم في ظروف جيدة، متسائلة في الوقت ذاته، عن السبب الرئيسي لعدم الاستفاذة من القسم الداخلي المتواجد بالثانوية الإعدادية المستقبل بتتاوت والذي يتوفر على 44 سريرا. وتساءلت مجموعة من الفعاليات المدنية عن سبب غياب دار الطالب (ة) ، وعن سياسة حكومة العثماني في محاربة الهدر المدرسي، ساخرين من اهتمام الحكومة بقانون الإطار الخاص بالتعليم وإهمالها لما هو أهم، وهي الظروف التي يعاني منها أبناء القرى لمتابعة دراستهم.