بسبب بعد المسافة بين منازلهم ومؤسساتهم التعليمية، اضطر تلاميذ ضواحي مدينة تارودانت إلى اكتراء "كراجات" جعلوا منها مأوى لهم، وعينهم على مستقبل دراسي مشرق، عله يسعفهم لتخطي أوضاعهم الإجتماعية الصعبة. هذه التفاصيل التي تناقلتها صفحات عبر الفيسبوك، اختزلت حجم المعاناة التي يتكبدها بعض تلاميذ الثانوية الإعدادية "المستقبل"، التابعة للجماعة الترابية "تتاوت" ضواحي تارودانت، حيث اضطروا في ظل غياب دور الطالب أو أي مأوى داخلي تابع للمؤسسة، أن يكتروا "كراجات" على أن يتقاسموا مصاريف الكراء فيما بينهم، كل ذلك في سبيل مواصلة دراستهم، أملا في غد مشرق. هذه الصور التي تحمل في طياتها "معان" عميقة، تلخص حجم التناقضات التي تتخبط فيها البلاد، حيث تغدق الملايين من الدراهم على المهرجانات الموسيقية والمنتخبات الوطنية، دون أي طائل يذكر، في وقت تعيش فئات عريضة من هذا الشعب في أوضاع مزرية جدا.