عادت إلى الواجهة قضية شركة “Sicpa” السويسرية، المتخصصة في “الختم الجمركي”، على المشروبات الكحولية، والغازية والسجائر بالمغرب، وهذه المرة فمن باب فضيحة فساد كبرى، تتعلق بتقديم رشاوى لمسؤولين مغاربة. وأظهر تحقيق أجرته الوزارة العامة للاتحاد السويسري المكلفة بالتحقيق في الجرائم الخاضعة للولاية القضائية الفيدرالية ، أن شركة “Sicpa ” لجأت إلى استعمال الفساد والرشوى من أجل كسب الأسواق في كل من أفريقيا، وآسيا وأمريكا اللاتينية. ويأتي فتح التحقيق المشار إليه، في إطار التعاون المتبادل بين الحكومة السويسرية، والولايات المتحدةالأمريكية، ولوكسمبورغ، حيث اقتصرت الشكوك في البداية على ثلاث دول، وهي جمهورية توغو وغانا والفلبين، لتمتد التحقيقات بعد ذلك إلى أنشطة المجموعة في 11 دولة آخرى، ضمنها المغرب. واتسعت رقعة التحقيق بعد ذلك لتشمل قضايا فساد (scipa) في البرازيل، ثم امتد هذا التحقيق بمعلومات تم جمعها في قضية أخرى، أثرت على شركة (KBA-Notasys) للتكنولوجيا الحديثة في مدينة لوزان، والتي تبعد عن الشركة الشقيقة النشطة في “الأختام الجمركية” ببضعة كيلومترات. وأقرت شركة KBA-Notasys للتكنولوجيا بدفع عشرات ملايين الدولارات من الرشاوى، من سنة 2008 إلى غاية 2015، في كل من المغرب والبرازيل ونيجيريا وكازاخستان لعدد من المسؤولين بغية اكتساح وكسب الأسواق لتحقيق أنشطتها. جدير بالذكر، أن المغرب سمح في سنة 2010 لشركة SicpaGSS بالسيطرة على ضريبة الاستهلاك الداخلي (TIC)، التي تخضع لها صناعة التبغ والكحول ومنتجات المياه المعدنية، وعصائر الليمون، حيث تتدخل هذه الأخيرة كمزود للخدمة نيابة عن مديرية الجمارك والضرائب غير المباشرة ، بعد فوزها بطلب عروض عام 2010.